طنجاوي
افتتحت يوم أمس الخميس بالمركز الثقافي “إكليل” التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بطنجة، فعاليات الأيام الثقافية حول فن الحكاية، تحت شعار “فن الحكاية ما بين الواقع والمتخيل”، بحضور فنانين وحكواتيين مغاربة.
وتميز افتتاح التظاهرة بحفل توقيع كتاب تحت عنوان “تحديات فن الحلقة” من تأليف رشيد أمحجور، ويتضمن الكتاب، الواقع في 89 صفحة، بعض الصور التاريخية لممارسة الحلقة، والتحديات التي تواجهها، والإمكانية التي تمنحها كفرجة للابداع، وبتراثيته في جوانبه التقليدية أو حداثيته وأدائيته المعاصرة.
وتشكل هذه التظاهرة فرصة لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي وتشجيع الفنانين على الإبداع، ومناسبة لجمهور مدينة طنجة للاستمتاع والتعرف على فن الحكاية والتفاعل معه.
في هذا السياق، أبرزت نزهة حيكون، الكاتبة والمخرجة المسرحية خلال ندوة علمية بأن الحكاية هي “شكل ثقافي ينتمي إلى الثقافة الشعبية، ويكتسي كل صفاته باعتباره موروثا شفاهيا، وفعلا إنسانيا، منطلقه عيش الإنسان بذاته منذ القدم وإلى اليوم”.
وأوضحت حيكون، في مداخلة لها، ضمن أشغال ندوة حول موضوع “فن الحكاية ما بين الواقع والمتخيل” أن “الحكاية كفن عرض تقدمه مجموعة أو أفراد إلى الجمهور الذي يستقبل هذه الحكايات، وقد يتمثلها بتصورات مختلفة”، مستحضرة ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش كمجال لعرضه وكشكل وقالب لتسويقه.
ودعت المتحدثة ذاتها إلى الاهتمام بهذا الفن كأرضية للبحث الأكاديمي والاشتغال الجمالي وكشكل اجتماعي يقوم على المشاركة، مسجلة أنه “إذا كان الجانب المكتوب في ثقافتنا قد نال قسطا من الاهتمام قديما وحديثا، فإن الجانب المروي لم يحظ بنفس القدر من العناية، بالنظر لحجمه في مجمل البنية الثقافية المغربية”.
وبعد أن شددت على ضرورة الوعي بوجوب إنقاذ التراث المروي، توقفت حيكون عند خصوبة التراث المغربي وتميزه عما سواه في العالم، لما يتفرد به المواطن المغربي في حياته الفردية والجماعية، وهو ما يمتح منه فن الحكاية باللغتين العربية والأمازيغية.
بدوره، رأى رشيد أمحجور، المخرج والباحث في الفنون المسرحية، أن الحكاية هي أكثر المفاهيم والمصطلحات رواجا في الأبحاث العلمية والأكاديمية المتعلقة بدراسة الفنون والتراث.
وقال أمحجور إن “الحكاية لها حضور في جميع الفنون بدون استثناء، وإذا كنا نطلق على المسرح أب الفنون فالحكاية هي بحق أم الفنون، لأن من رحمها تولد كل الأشكال الفنية تشكيلية تجريدية كانت، أو قصة أو رواية أو مسرح، أو غيرها”.
من جهته، استعرض محمد العزيز، الناقد الفني، تعريفات فن الحكاية وخصوصياته، وعلاقته بباقي الأشكال الحكائية الأخرى، ومكانتها ضمن النسيج الثقافي بالمغرب، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم.
وأشار العزيز، في مداخلته، إلى ما تملكه الحكاية الشعبية من مقومات التأثير ليس فقط بالنسبة للكبار، ولكن أيضا للأطفال باعتبارها وسيلة لتعليمهم الإنصات والتشبع بالقيم والمعارف في استثمار للتراث المغربي الزاخر.
ويتضمن برنامج الأيام الثقافية حول فن الحكاية تنظيم ورشة في فن الحكي لفائدة اليافعين والأطفال، ومحاضرة تطبيقية (ماستر كلاس) حول “فن الحكاية ولعبة التمثل من الكتابة إلى التشخيص”، وعرض حكواتي لمجموعة من الفنانين المغاربة.