طنجاوي- وكالات
كشف كتاب صدر حديثًا، أن التزام ربان السفينة ”تيتانك“ باتباع بروتوكول البحرية بدقة، كان السبب وراء مقتل 1500 ممن كانوا على متنها.
وكانت السفينة ”تيتانك“ قد غرقت في شمال المحيط الأطلسي يوم 15 أبريل 1912، أثناء رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك، واجمع المؤرخون على أن سبب الغرق يعود لارتطامها بالجدار الجليدي.
لكن الصحافي ”سينان مولوني“ مؤلف الكتاب، والذي بحث في الكارثة على مدار 30 عامًا، يعتقد أن هناك أسبابًا أخرى وراء غرق السفينة، كالنقص في الوقود والحريق الذي نشب في مخزن الفحم، والذي سبب أضرارًا بالغة بهيكل السفينة، وكان من المفترض عدم إبحارها، بالإضافة إلى اصطدامها بالجدار الجليدي.
وتناول الكاتب بضع نظريات لها علاقة بالاصطدام بين جسمين متقابلين وجهًا لوجه، وأوضح أنه كانت هناك سبل متاحة لتفادي الاصطدام، حيث كانت هناك قاعدة معروفة بين ربان السفن، وهي أن توجيه السفينة ناحية اليمين يمكنها من تفادي الاصطدام الأمر الذي نفذه ربان السفينة، ولكن القاعدة التي تم تقديمها للسفن في خمسينيات القرن التاسع عشر لم تنجح مع الجبال الجليدية، حيث أدى ذلك إلى اصطدامها بجدار جليدي شق بدن السفينة وأدى إلى غرقها.
وكان من المفترض أن تنجح خطة توجيه السفينة ناحية اليمين، لكن توقع امتداد الجبل الجليدي تحت المياه لم يكن صحيحًا بالشكل الكافي، وكان الحل الوحيد هو محاولة دفع السفينة في عكس الاتجاه وبحلول الوقت الذي قام فيه طاقم السفينة بذلك كان الأوان قد فات.
وبعد بحث دقيق، توصل الكاتب إلى أن الحريق الذي نشب في مخزن الفحم، هو ما تسبب بأضرار جسيمة لهيكل السفينة، حيث كانت كانت قد تعرضت للحريق منذ مغادرتها حوض بناء السفن في بلفاست، ثم بعد ذلك حدث الارتطام بالجبل الجليدي في نفس الموضع المتضرر جرّاء الحريق، ما جعل الارتطام الذي بدا بسيطًا يتحول إلى كارثة لا يمكن تصورها.