طنجاوي
فضيحة من العيار الثقيل تورطت فيها شرطة وجمارك ميناء طنجة المتوسطي، وسط الأسبوع المنصرم، جعلت صورة المركب المينائي تهتز لدى الجارة الشمالية، في وقت يجاهد المغرب لأن يصبح هذا الميناء بوابته نحو العالم.
تفاصيل الفضيحة، كما روتها مصادر متطابقة لموقع " طنجاوي"، ابتدأت عندما قررت شرطة الميناء إلزام جميع الشاحنات المحملة بالطماطم المعدة للتصدير بإفراغ حمولتها وإخضاعها للتفتيش اليدوي. وهو ما شرعت الجمارك في تنفيذه فورا.
المعشرون والسائقون اعتقدوا في أول وهلة أن عملية التفريغ ستطال ستطال عينات من جميع البضائع، وهو إجراء يتم العمل به من حين لآخر حرصا على عنصر المباغتة. لكن عندما لاحظوا أن الشاحنات المحملة بالطماطم هي التي يتم إفراغها تحديدا، في حين يتم الاكتفاء بعرض الشاحنات الاخرى على السكانير قبل الإبحار، اتصلوا بالشرطة للاستفسار عن الأمر، فكان الجواب هو أن مصالح الشرطة بالميناء توصلت بإخبارية تفيد باعتزام جهة مجهولة تهريب المخدرات عبر شحنة طماطم، لينتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، وصار الميناء كله على علم بكون الشرطة والجمارك ينتظرون شاحنة طماطم محملة بالمخدرات ستصل بين الفينة والأخرى لعبور الميناء!...
الفضيحة هي أن مصالح الأمن والجمارك بهذا القرار أضحكت علينا باقي الدول، وأظهرت أن السكانير لا يصلح لشيئ، وان الكلاب البوليسية، التي كلفت أزيد من 35 مليون للكلب الواحد، عاجزة عن اكتشاف شحنة مخدرات، في حين نظيرتها الاسبانية توفقت في ضبط مئات الاطنان من المخدرات في أكثر من مناسبة!..
الأفظع من ذلك كله هو أن يتم التصريح علانية بوجود إخبارية تفيد بمحاولة تهريب الحشيش عبر شحنة طماطم، وكانهم بذلك ينبهون من يكون فعلا قد اعتزم تهريب المخدرات بالعدول عن خطته، وتأجيلها لوقت لا حق، فهل هناك من عاقل يستوعب هذا الأمر؟!..
ما وقع بالميناء المتوسطي، أثار استياء كبيرا في صفوف المهنيين، من المصدرين و أصحاب النقل الطرقي الدولي والمعشرين، معتبرين ذلك ضربة موجعة لصورة الميناء، الذي صار اليوم رئة المغرب الوحيدة التي تمده بالأكسجين، وهو ما يستلزم من الجهات المسؤولة فتح تحقيق في ما وقع، وترتيب المساءلة القانونية في حق المتورطين في هاته الفضيحة.