عصام الغاشي - نائب عمدة طنجة
حظيت مدينة طنجة في السنوات الاخيرة بعناية ملكية سامية حيث أشرف جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على إطلاق مشاريع تنموية غيرت شكل وطبيعة عروس الشمال عبر برنامج طنجة الكبرى المتكامل والمندمج من اجل تنمية متوازية وشامل لمدينة البوغاز.
وعلى اعتبار الموقع الجيوستراتيجي لمدينة طنجة سطر جلالته مخطط تنموي مكنها من الارتقاء الى مصاف الحواضر العالمية وإحدى اهم المدن المتوسطية من خلال مشاريع من الجيل الجديد، وبفضل تعزيز المكتسبات التي تزخر بها المدينة المتوسطية التي تتوفر على مؤهلات سياحية وطبيعية واقتصادية كبيرة.
فبفضل عشرية الاصلاح التنموي الحافل بالمشاريع والاصلاحات الهيكلية الكبرى التي قادها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله تمكنت عروس الشمال من التموقع كقطب صناعي اقتصادي ثقافي سياحي وتنموي اثر ايجابا على المدينة ومحيطها.
وقد اعتمد برنامج طنجة الكبرى على مقاربة متجددة ومندمجة تنسجم مع التدخلات العمومية وتأخذ بعين الاعتبار العناصر الاساسية المهيكلة لمدينة كبرى تتجه نحو تطور والتجديد بوتيرة سريعة ومتطورة تستند الى محددات اساسية لكل نمو وتطور حضاري على راسها البيئة الحضرية المتوسطة المرتبطة بجودة الحياة والبيئة الاجتماعية المتعلقة بتثمين الثروة البشرية والبيئة الاقتصادية الخاصة بتطوير مؤهلات وخبرات المدينة والبيئة التاريخية والثقافية التي تعد رصيد اساسي للجذب السياحي و ترسيخ الهوية و قيم الانفتاح.
اعادة الاعتبار التاريخي للمدينة وتثمين اشعاعها الثقافي
تزخر مدينة طنجة بالعديد من المؤهلات السياحية والتاريخية مما جعل جلالة الملك محمد السادس يتبنى رؤية جديدة لاعادة تثمين موروثها الثقافي والتاريخي الفريد لتصبح وجهة سياحية رئيسية في المملكة.
فطبيعة المدينة وموقعها الجغرافي المتميز بين الضفة الجنوبية لحوض المتوسط وملتقى الحضارات بامتياز وتنوع وغنى روافدها الثقافية كمجال ترابي يتمتع بقدرات طبيعية وانسانية جدبت اليها كبار الفنانين والكتاب والشخصيات الثقافية على المستوى العالمي مثل بول بولز و لوس زولينغ سترونز والرسام الشهير ماتيس… الذين خلدوا تراثا ادبيا في مدينة البوغاز، حيث كانت مدينة طنجة قبلة لرواد الفكر الثقافي العالمي وفردوسا لجميع الطبقات الاجتماعية.
وتشهد المدينة العتيقة لطنجة بأسوارها ومقاهيها العتيقة ومتاحفها واماكن العبادة القديمة على القيمة التاريخية والثقافية لمدينة طنجة.
وقد جسدت العناية الملكية السامية الموصولة للمدينة العتيقة واعادة الاعتبار لها وتثمينها وتأهيل معالمها الاثرية من خلال برنامج ترميم واعادة تأهيل المدينة العتيقة الذي يروم الى تعزيز ترابها المادي واللامادي في افق تعزيز جاذبية مدينة البحرين السياحية ودورها كبوابة للمغرب وافريقيا.
وفي هذا الصدد تم تأهيل السجن القديم للقصبة وجعله متحف جديد للفن المعاصر وفضاءا للتبادل الثقافي وهو متحف سيساهم في اغناء العرض الثقافي والمتحفي لمدينة البوغاز.
كما تم تأهيل فضاء برج النعام وجعله فضاءا لذاكرة الرحالة ابن بطوطة تكريسا لهذه الشخصية الاسطورية ، ويساهم هذا الفضاء في اغناء العرض الثقافي والسياحي للمدينة والرفع من جاذبيتها على الصعيدين الوطني والدولي، ويضم هذا الفضاء العديد من القاعات التي تتيح للزوار اكتشاف السيرة الذاتية لهذا الرحالة العالمي ورحلاته التاريخية.
وفي سياق إعادة توظيف الأبراج التاريخية للمدينة واضطلاعها بأدوارها التاريخية والثقافية تم افتتاح مركز للتعريف بالتحصينات التاريخية ببرج دار البارود الذي كان يلعب دور الحصن العسكري سابقا واليوم أصبح مخصص لعرض تاريخ التحصينات والمدفعيات عبر توفير مجسمات ومدافع وصور فوتوغرافية واسلحة وازياء عسكرية قديمة ما يتيح للزوار السفر عبر حقب زمنية مختلفة.
وفي إطار سلسلة الإصلاحات التي شهدتها المدينة العتيقة تم ترميم*
_دار النيابة السعيدة
_وفندق السياغين
_وفندق الزرع
_وبرج النعام
_وبرج بنعمار
_وسينما الكزار
(AL CAZAR )
_وبرج سانطا كثرين
(SAINTE CATHERIENE)
_والبرج البرتغالي
_والبرج الايرلندي
(TRISH TOWOR)
_و اسوار القصبة
_وفندق دار الدباغ
_وضريح ابن بطوطة
_وساحة 9 ابريل
_ والمعبد اليهودي.
و إذا كانت دور و أماكن العبادة تشكل ارثا تاريخيا وروحيا مميزا لمدينة طنجة ويجعلها متفردة على الصعيد الوطني على مستوى التعايش بين الأديان ونموذج يتحدى به في صناعة هوية حضرية لمدينة تعايش فيها الأديان الثلاثة واعراف مختلفة. فإن الإصلاح و إعادة الإعتبار لأماكن العبادة الإسلامية قد شهد نفس الوتيرة من حيث قيمة الإصلاح و الترميم و إعادة الإعتبار لهده المراكز الدينية التي كانت لها أدوار تاريخية عديدة.
وقد شمل برنامج التأهيل مجموعة من دور العبادة مثل:
_الزاوية الكتانية
_الزاوية الوزانية
_الزاوية القادرية
_الزاوية العيساوية
_الزاوية الرايسونية
_زاوية علي بن داود
_زاوية مولاي بوشتة الخمار
_ضريح سيدي الحسين
_ضريح بن الطيب
_المعبد اليهودي
(sinagog)
_مسجد القصبة
فالمجهودات المبذولة تعبر عن وعي المسؤولين في ضرورة رد الاعتبار لمدينة تاريخية مثل طنجة واسترجاع جزء من تاريخ المغرب، فتاريخ المدينة متعدد ومتنوع ثقافيا، تعدد نابع من وضعيتها السياسية المتسمة بالدولية، فقد تعايش فيها العديد من الجاليات تشهد عليها الاثار والاسوار والمتاحف والاعمال الفنية والأدبية المختلفة،
فتأهيل هذه المشاريع الثقافية التي تشكل جزءا من البرنامج الضخم لطنجة الكبرى وجزءا من برنامج تأهيل المدينة العتيقة يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك حفظه الله لتثمين والحفاظ على الموروث التاريخي لمدينة البوغاز الغنية بهويتها التعددية ذات الروافد المتنوعة والحرص الموصول لجلالته على دعم الابداع الفني والثقافي لعروس الشمال.
وفي إطار مصالحة المدينة مع تاريخها الثقافي الغني والنفيس و تثمين الموروث التاريخي للمدينة وتطويره للقيام بأدواره في الجذب السياحي، اعطي جلالة الملك حفظه الله انطلاقة مشاريع ثقافية على مارس 2014 لبناء قصر الثقافة والفنون الذي تم افتتاحه السنة الماضية بمهرجان عالمي لموسيقى الجاز، واليوم اصبح منارة للثقافة والأنشطة العلمية والأدبية والمسرحية والفنية بشمال المغرب.
دون ان ننسى برنامج إعادة تأهيل مغارة هرقل التاريخية وإعادة تأهيل فيلا هارس وقصر بيرديكاريس ومنارة كاب سبارطيل الذي يروم إعادة ربط المدينة بماضيها الثقافي العريق.
وقد تمكنت مدينة البوغاز من الارتقاء في مجال الثقافة والنمو السياحي بفعل مخطط التنمية المرتبط ببرنامج طنجة الكبرى بامتياز، ولا شك ان هذا الزخم من الإنجازات الثقافية يساهم في استعادة الرونق الخاص لمدينة البوغاز التي تعاقبت عليها الكثير من الحضارات جعلت منها واجهة وقبلة سياحية في حوض البحر المتوسط.
وفي إطار تثمين العرض الثقافي والسياحي بالمدينة تمت إعادة الاعتبار لساحة الثيران من خلال إعادة التأهيل الشامل لهذه المعلمة التاريخية لجعلها رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمدينة البوغاز.
- PLAZA TORO
ويروم مشروع تأهيل حلبة المصارعة الثيران الذي أصبح جاهزا للقيام بأدواره الثقافية والسياحية الى منح حياة جديدة لهذه المعلمة الاثرية الفريدة بالمغرب والتي تجسد التعددية التي طبعت مدينة طنجة الدولية، فتأهيل هذه المعلمة يمنح للمدينة فضاءا ثقافيا اخر لاستقبال مختلف التظاهرات الفنية والثقافية وفضاءا للفرجة بالهواء الطلق يتسع لحوالي 7000 مقعد وكذا قاعة للعرض ومطاعم ومتاجر ومرافق أخرى.
وباعتبار مسرح سرفنتيس من الكنوز الحضارية والتاريخية لمدينة البوغاز وعلى إثر قرار الحكومة الاسبانية الصادر في 8 فبراير 2019 تفويت المسرح للدولة المغربية شريطة قيامها بعملية الترميم والتأهيل لاسترجاع مكانتها في التنشيط الثقافي والاشعاعي للمدينة. وهي خطوة هامة طالما نادت بها جميع المكونات الثقافية للمدينة، وتعد هذه الخطوة حلقة أخرى في مسار التأهيل الشامل الذي عرفته عروس الشمال.
وعلى صعيد اخر تم تأهيل مغارة هرقل التاريخية تبعا للحرص المولوي السامي لتثمين الموروث التاريخي لمدينة البوغاز والحفاظ عليه، وقد هم هذا المشروع الذي كلف غلافا ماليا يقدر ب 10 مليون درهم واستمرت الاشغال به نحو 18 شهرا، تدعيم الجدران وتهيئة الفضاءات الخارجية وبناء محلات تجارية ومقاهي ومطاعم وتحديث شبكة الانارة العمومية، بهدف الصيانة والحفاظ على هذا الموقع التاريخي والطبيعي الهام.
وتسعى هذه الالتفاتة المولوية السامية، التي تعني بأحد الرموز التاريخية لمدينة طنجة وأحد اهم المزارات السياحية الذي أصبح يجلب اليه سنويا الالاف من السياح وضيوف مدينة البوغاز من المغارب والأجانب، الى الحفاظ على هذه المعلمة ومكانتها الحضارية والتاريخية، وتنشيط وتطوير السياحة البيئية وإبراز مكانة الموقع كفضاء للنزهة والترفيه والاستراحة.
وعلى إثر هذا البرامج التنموية التي شهدت مدينة البوغاز من تثمين الموارد الثقافية والتاريخية الغنية والمتنوعة والتي تم تحويلها الى منتجات سياحية موضوعاتية من اجل توفير عرض سياحي متكامل وجذاب لمختلف فئات السياح المغاربة والأجانب حيث شهدت مدينة طنجة سنة 2024 ارتفاعا ملحوظا في مؤشر السياحة حيث أصبحت وجهة مفضلة للسياح من مختلف انحاء العالم.
مدينة طنجة نحو دينامية إجتماعية و اقتصادية متواصلة
بالنظر الى حجم الإصلاحات الهيكلية التي عرفتها مدينة البوغاز بفعل الإرادة الملكية السامية الرامية بالنهوض بأوضاع هذه المدينة التي تحضى برعايته الكريمة ومن خلال برنامج طنجة الكبرى البرنامج الطموح و المندمج و المتكامل الذي إستطاع رد الإعتبار لمدينة مغربية و إعادة توظيف إمكاناتها الثقافية و التاريخية بما يسهم في تطور و نمو السياحة الوطنية.
و تماشيا مع أهمية الإصلاحات المهيكلة التي شهدتها مدينة طنجة عموما و المدينة العتيقة على وجه الخصوص فإن حجم الإصلاحات إمتد ليشمل قطاعات متنوعة بنيوية و إقتصادية و إجتماعية و تنموية ..
فعلى المستوى الحضري، تم إحداث منافذ جديدة من أجل تخفيف الضغط الذي تعاني منه المدينة ، كما تم إحداث طريق التفافي سيربط المحيط الاطلسي بالبحر الأبيض المتوسط،مما سيمكن من استباق و التحكم في تدفقات حركة المرور بطنجة. وبهدف إعادة تنظيم الفضاء
الاقتصادي للمدينة تم نقل مجموعة من الخدمات الجماعية المرتبطة بحركة المرور إلى ضواحي المدينة مثل سوق الجملة للخضر و الفواكه و المجزرة الجماعية و المحطة الطرقية.
و قد تضمن برنامج طنجة الكبرى إحداث محور ثالث للطريق السيار، وطريق ساحلي،
وتثنية الطرق الإقليمية، وإحداث طرق التفافية كبرى كتلك الرابطة بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، “طريق البحرين الالتفافية “، مع تعميم الطرق على مستوى الأحياء، وإحداث ممرات خاصة ومواقف سيارات تحت أرضية داخل المدينة، فضلا عن طريق ساحلية أطلسية. على طول محور يمتد من كاب مالاباطا إلى مدينة أصيلة ، مرورا بكاب سبارتيل على طول 65 كلم.
و قد واكب هذه السياسية الحضرية اهتمام خاص بالرهانات البيئية المستدامة. فقد تم تطهير الأودية التي تخترق المدينة وأحياءها و وضع برنامج خاص بحماية طنجة من الفياضانات.
و في هذا الصدد تم إعادة تهيئة (كورنيش) طنجة و إحداث العديد من الفضاءات الخضراء بمختلف الأحياء
أما على مستوى البيئة الاجتماعية، فتم دعم طنجة ببناء
25 مؤسسة تعليمية جديدة، و 21 حضانة، وتوسيع أربع مدارس، وإعادة بناء 166 قسما ، وربط جميع المؤسسات المدرسية بشبكتي الماء والكهرباء.
و في ما يتعلق بالعرض الصحي فتم إحداث أربع مستوصفات جديدة وإعادة تأهيل ستة مراكز صحية. كما تم إعادة تأهيل مستشفى محمد الخامس، وإحداث قسم للمستعجلات، إلى جانب مركز صحي متعدد التخصصات.
و على المستوى الرياضي. فقد أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، وتعليماته السامية بتمكين طنجة من مدينة للرياضات على مساحة 60 هكتارا،بمواصفات دولية. و قد ضمت هذه المدينة مسبحا أولمبيا، ومركبا كبيرا لكرة المضرب يتوفر على ملعب رئيسي، وثلاث قاعات مغطاة متعددةالتخصصات، وستة ملاعب لكرة القدم وملاعب أخرى لكرة السلة
والكرة الطائرة، فضلا عن ملعب للكرة الحديدية. وستشتمل مدينة الرياضات مستقبلا على مؤسسة فندقية، ومصحة للطب الرياضي ، ومنطقة ترفيهية تحتوي على مركب تجاري مخصص حصريا للوازم الرياضية.
وفي ما يتعلق بالعرض الاجتماعي، فتم إحداث مراكز للشباب، وتقوية قدرات النساء، كما ستكون هناك عروض اجتماعية جديدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الحركية المحدودة.
و على صعيد البيئة الاقتصادية فإن طنجة تعد ثاني قطب اقتصادي بالمغرب بعد الدار البيضاء، حيث عرفت المدينة تطورا كبيرا على المستوى الصناعي و بشكل متنوع: صناعة النسيج ، الكيمياء، الميكانيك، صناعة الحديد و
الصناعة البحرية. و تتوفر المدينة حاليا على أربعة مناطق صناعية اثنتين منها خاضعة لنظام منطقة حرة، و هما المنطقة الحرة لطنجة و المنطقة المينائية ، كما تم إحداث منطقة صناعية جنوب المدينة و على مقربة من مبدل الطرق السيارة.
كما شهدت المدينة ترحيل الأنشطة الاقتصادية المعروفة بضجيجها و اضرارها الصحية و البيئية خارج المدينة، وذلك بغية التخفيف من الإزعاج الناجم عنها. و تم تحسين ظروف الصحة و النظافة، وكذا بناء و إعادة تأهيل أسواق القرب من أجل إعادة توطين الباعة المتجولين.
ويشمل هذا المناخ الاقتصادي الجديد، الجانب السياحي أيضا، وذلك بهدف حماية وتأهيل المواقع الموجودة من جهة ، ومن جهة أخرى تطوير المدارات السياحية للمدينة.
فمشاريع طنجة الكبرى غيرت وجه مدينة طنجة عروس الشمال ضمن البرنامج الملكي "طنجة الكبرى" لتصبح مدينة البوغاز من أكبر و اجمل حواضر البحر الأبيض المتوسط و إفريقيا التي استطاعت من خلال المشاريع التنموية الكبرى مثل :
ميناء طنجة المتوسط,
مصنع رونو نيسان طنجة,
إعادة توضيف ميناء طنجة المدينة،
احداث طنحة مارينا باي,
ربط طنجة بالقطار السريع الفائق السرعة (البراق)،
تهيئة المنتزهات والحدائق العامة مثل منتزه,
بيرديكاريس و فيلا هاريس,
ترميم مدينة طنجة العتيقة,
تهيئة جماعة كزناية,
بناء القرية الرياضية و ملعب طنجة الكبير ابن بطوطة,
و غيرها من المشاريع الاستراتيجية الكبرى. التي إستطاعت تغيير ملامح مدينة البوغاز و أهلتها لتكون واجهة جديدة سياحية و إقتصادية و ثقافية للمملكة .
و اليوم و بعد مرور عشر سنوات على إطلاق المبادرة الملكية المندمجة لتطوير مدينة البوغاز حق لنا ان نقف جميعا عند الخطوط العريضة لبرنامج طنجة الكبرى و الوقوف على اهميتها و جاهزية جميع المشاريع و المخططات لإستضافة مدينة طنجة لمختلف الأحداث الوطنية و القارية و الدولية.
فمدينة طنجة تعد من بين أسرع المدن المغربية نموًا من حيث الكثافة السكانية والمشاريع التنموية، وهو ما يجعل موضوع النقل والبنية التحتية اليوم من القضايا الملحة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. ومع ازدياد الضغط على شبكة الطرق ووسائل النقل العمومي، برزت تساؤلات حول مدى استجابة المشاريع الحالية لمتطلبات الساكنة، ومدى تحقيق رؤية “طنجة الكبرى” لأهدافها في هذا المجال.
فمشروع “طنجة الكبرى” جاء بهدف تحديث البنية التحتية وتحسين جودة الحياة في المدينة، لكن التحديات المرتبطة بالنقل والتنقل لا تزال قائمة بفعل مجموعة من العوامل. ورغم الإنجازات التي تحققت في بعض المحاور، إلا أن هناك ملفات لا تزال مفتوحة، مثل ضعف النقل العمومي، واستمرار الازدحام المروري، وحاجة بعض المناطق إلى تحسين شبكة الطرق. مع التوسع العمراني المستمر، فقد أصبح من الضروري تبني مقاربة أكثر شمولية تعتمد على تحديث وسائل النقل، وتطوير حلول مبتكرة تخفف من الضغط على المدينة، وتضمن تنقلًا سلسا ومريحا و ذكيا و متطورا لساكنتها. و هو ما يسائلنا جميعا منتخبون و اداريون و سلطات محلية و ادارات مركزية و هيئة إجتماعية لوضع مخططات و معايير متطورة نستطيع من خلالها خلق بنية طرقية جديدة تتماسى و حجم التطورات الإقتصادية و العمرانية المتطورة و الى طبيعة التظاهرات العالمية التي ستعرفها مدينة البوغاز.