أخر الأخبار

"الطريق إلى الأرض المنسية".. مؤلف عن الحرب الأهلية والقمع الاسباني بالمغرب

طنجاوي – غزلان الحوزي

هو هو مؤلف مشترك أصدره حديثا الباحثان الإسبانيان "بدرو فيريا" و "فيليكس راموس"، بعد تسع سنوات من البحث في مصادر ببليوغرافية ووثائق من الأرشيف، واستقاء شهادات شفوية جديدة عن الحرب الأهلية الإسبانية، والقمع الذي لاحق الإسبان الفارين من جحيم القمع الفرانكوي.

كتاب "الطريق نحو الأرض المنسية" شكل إضافة نوعية، سلطت الضوء على حقبة سوداء من تاريخ إسبانيا في القرن الماضي، وبطبيعة الحال، وإن كان مؤلفاه لا يقدمانه كدراسة نهائية ستغلق معها صفحة مظلمة عايشها الإسبان على يد أبناء جلدتهم بالمغرب خلال فترة الممتدة ما بين 1936- 1945.

مؤلفا "الطريق إلى الأرض المنسية" أكدا، في ندوة صحفية لتقديم الكتاب احتضنتها مكتبة ويلبا الأندلسية يوم الجمعة المنصرم، رغبتهما في نشر هذا الكتاب  على نظاق واسع، لأن شريحة واسعة من الشعب الإسباني  لا تتذكر أن شمال المغرب كان تحت الحماية الاسبانية، ولهذا يسلط  الجزء الأول من الكتاب الضوء على السياق التاريخي لفرض الهيمنة الاسبانية على شمال وجنوب المغرب، ودورها في وضع مؤسسات إدارية لتدبير شؤون المواطنين، كما قدم المؤلفات  دراسة عن خاصيات المجتمع الاسباني - المغربي.

وخصص هذا الجزء لرصد تفاصيل قيام الجمهورية الثانية، والتقلبات السياسية  في الأراضي الاسبانية التي حضًرت للانقلاب العسكري يوم 17 يوليوز 1936، وما أعقبته من أحداث مأساوية، جرت الإسبان إلى الدخول في حرب أهلية طاحنة، وصلت تداعياتها إلى شمال وجنوب المغرب.

الجزء الثاني من الكتاب وقف خلاله المؤلفان على أشكال القمع الممارس في المغرب، من عمليات تطهير و إعدام دون محاكمات، ومصادرة الممتلكات، واعتقالات و سجن وترحيل إجباري، و أعمال شاقة، كما تناول هذا الجزء الاضطهاد الذي نفذه النازيون ضد اليهود و الماسونيين، الذين يحملون الجنسية الاسبانية، و الذين لم يهتم فرانكو لمصيرهم حتى بداية 1940، حينما أدرك قرب نهاية القوات النازية بدخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط في الحرب العالمية الثانية.

وفي الجزء ذاته، تطرق الكاتبان إلى معسكر الاعتقال الواقع في أحد هضاب مدينة تطوان، معسكر يُحتمل أن يكون الأكبر في المنطقة، والذي لم تتحدث عنه كثيرا وسائل الإعلام.

 فهذا الكتاب، بنظر مؤلفيه، يتيح الفرصة للقارئ من أجل التعرف على كيفية بناءه وظروف عيش السجناء فيه، حيث  تعرض معظمهم إلى الاغتيال، ولا سيما فجر يوم 20 إلى 21 غشت سنة 1936، الذي شهد إعدام العشرات من السجناء دون محاكمة.

وفي الجزء الثالث من الكتاب، تم تخصيصه بالكامل لشهادات من أناس عايشوا الأحداث مباشرة، علًها تهم أولاد وأحفاد المقتولين و المقموعين.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@