طنجاوي
في الوقت الذي اعتقد الجميع أن الحادث المأساوي، الذي راح ضحيته الشرطي رشيد شختونا، سيكون دافعا للمسؤولين من أجل اتخاذ قرارات صارمة لوقف مافيا النقل السري عند حدها، فوجئ الجميع بالوضعية ضلت على حالها. فأسطول النقل السري لا زال يجوب شوارع وأزقة المدينة بنفس العربدة، و حافلات الموت لا زالت تحتل مواقف سيارات الأجرة وحافلات النقل الحضري بالبلطجة، فيما لوحظ أن عناصر شرطة المرور صاروا يتفادون التدخل لتحرير المخالفات في حقهم، وكأنهم يبعثون برسائل احتجاج صامتة لمن يهمه الأمر، بكون حياتهم لم تعد في مأمن إزاء هاته السيبة العارمة التي استحكمت في المدينة.
هل يعقل أن يدفع شرطي حياته ثمنا، لا لسبب إلا لكونه أصر على رفض منطق السيبة الذي استفحل في المدينة، وهل يعقل أنه وفي نفس اللحظة التي كان أفراد عائلته ومعارفه يشيعون جثمانه إلى مثواه الأخير، كانت مافيا النقل السري مصرة على فرض سطوتها على الجميع، وكأن لا شيئ قد وقع تماما...
الفاجعة خلفت ردود فعل قوية في صفوف ساكنة المدينة، عكستها مئات التعليقات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعين التي بقدر ما عبرت عن تأثرها بالحادث وتعاطفها مع شهيد الواجب المهني، بقدر ما حملت المسؤولية لتواطؤ بعض منعدمي الضمير من مسؤولي الأمن، فيما تعرفه المدينة من سيبة، بسبب تغاضيهم عن ممارسات وعربدة مافيا النقل السري، ونقل العمال، وطالبوا بمحاسبة كل من ثبت تورطه في تشجيع الفوضى وقانون الغابة.