طنجاوي-غزلان الحوزي
كشفت وكالة الأنباء الاسبانية، اليوم الجمعة، أن اللغة الاسبانية على وشك الانقراض بالجامعات المغربية، إذ كان يُحصى عدد الطلبة المهتمين بدراسة هاته اللغة بالآلاف، قبل عشر سنوات، لينتقل إلى بضع مئات موزعين على خمس كليات بالتراب المغربي.
وتوصلت الوكالة بتصريح رئيس قسم الدراسات الإسبانية بجامعة عبد المالك السعدي الدكتور عبد الرحمان فتحي، قائلا إن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي لم تتلق أي درهم واحد بخصوص ميزانية تكوين أساتذة اللغة الاسبانية والأدب الاسباني خلال الأربع سنوات القادمة.
والغريب في الأمر أن هذا التراجع الملحوظ للغة لم يُتطرق إليه خلال " أسبوع اللغة الاسبانية" الذي نظمته السفارة الاسبانية بالرباط الأسبوع الماضي بغية التشجيع على الإقبال على اللغة الاسبانية باعتبارها لغة المستقبل.
ففي المغرب، بدا جليا أن اختيارات الطلبة باتت تتجه نحو الفرنسية لأنها في الواقع لغة مهيمنة في مجال العمل واللغة الانجليزية لأسباب واضحة.
أما الاسبانية وبشهادة أساتذتها الجامعيين في الأقسام الخمسة تطوان-الرباط-الدارالبيضاء-فاس-أكادير فقد باتت تعرف تدهورا حادا مقارنة مع الفرنسية والانجليزية؛ مثلا في تطوان المعروفة تاريخيا ب"منارة" الدراسات الاسبانية هي اليوم تُدرس 520 طالبا في قسم الاسبانية مقابل 3000 طالب في اللغة الانجليزية في نفس الجامعة. أما في كلية الرباط، فقد تم سحب مادة اللغة والأدب الاسباني لغياب الطلبة، وفي أكادير يتواجد 12 طالبا فقط، وفي فاس فقد تراجع عدد الطلبة من 1.229 المسجلين سنة 2008-2009 إلى 391 طالبا برسم سنة 2016-2017.
وكشفت الوكالة أيضا أن التراجع لم يسلم منه حتى معاهد ثربانتيس في المغرب التي تشكل ثاني أكبر شبكة للمراكز الثقافية بعد البرازيل من عدد المؤسسات التي بدأت تفقد سنة بعد سنة عدد طلبات التمدرس في فروعها.
وختمت الوكالة تحقيقها أن جميع هذه المفارقات لا تخفي حقيقة جوهرية وهي أن المغرب ورث عدد الملايين من المتحدثين باللغة الاسبانية من أيام الحماية، في دراسة أجرها معهد ثربانتيس سنة 2015، أكدت فيها أيضا أنه يتواجد حوالي مليون ونصف مغربي يفهمون اللغة الاسبانية، بل وقادرين على التحدث بها.