طنجاوي
انشقاقات قوية انفجرت خلال الساعات الاخيرة داخل عائلات معتقلي الحسيمة، بسبب ملابسات تنظيم مسيرة الدار البيضاء للاحتجاج على ما يعتبرونه أحكاما قاسية صدرت في حق ناصر الزفزافي ومن معه.
مصادر متطابقة كشفت لموقع "طنجاوي" ان قرار تنظيم مسيرة 8 يوليوز جاء بمبادرة من عائلات المعتقلين وتنظيمات يسارية، أبرزها حزب اليسار الاشتراكي الموحد، وفي الوقت الذي تم فيه اتخاذ جميع التدابير الاجرائية والتنظيمية لهاته المسيرة، قام الزفزافي الاب وبمبادرة شخصية منه الى ربط الاتصال بجماعة العدل والاحسان يستنجد بها للمشاركة في المسيرة بعدما تبين له ان عدد المشاركين من دون الجماعة سيكون محدودا.
وحيث ان جماعة العدل والاحسان تعرف انها الاكثر تنظيما وقوة عددية من باقي التنظيمات والتشكيلات السياسية، فإنها رفضت ان تقدم هدية مجانية لأحمد الزفزافي، لان ما يهمها هو استعراض عضلاتها وتوجيه الرسائل لمن يهمه الامر، ولا يهمها في شيئ مصير المعتقلين.
ولذلك لجأت الجماعة الى أسلوب الابتزاز، الذي تتقنه جيدا، اعلنت رفضها المشاركة في المسيرة بدعوى انها لم يتم التنسيق معها وإشراكها في التحضير لها، وهو الموقف الذي فهم منه الجميع انها تريد تبسط يدها على المسيرة وان تنفرد بجميع الترتيبات.
وإذا كان الموقف الابتزازي للجماعة قد أغضب التنظيمات اليسارية وعائلات المعتقلين، وأعلنوا رفضهم الخضوع لهيمنة الجماعة، وتشبثوا بتنظيم المسيرة في موعدها، فإن الزفزافي الأب خرج عن هذا الموقف، بتعليمات من أسياده الممولين، واختار الانبطاح لمطالب الجماعة، لان ما يهمه هو ضمان مشاركة مكثفة، حتى يستمر في تسويق نفسه ناطقا رسميا باسم قضية ناصر الزفزفي ومن معه، وهي الصفة التي تخول له التجول في اوربا وجني المكاسب والامتيازات ولذلك أصر على تأجيل المسيرة إلى آخر نفس.
ألاعيب الزفزافي بقدر ما أحدثت انشقاقا وسط عائلات معتقلي الحسيمة، بقدر ما كشفت الطينة الحقيقة لرجل لم يتردد في الركوب على محنة نجله، بل جعل منها أصلا تجاريا مربحا جدا.