طنجاوي
استأثرت الانتخابات الجماعية والجهوية، التي جرت يوم الجمعة المنصرم، باهتمام افتتاحيات الصحف الصادرة يومه الاثنين، كان أبرز عناوينها اكتساح حزب العدالة والتنمية لأغلب المدن الجهات، وتصدره مراتب مشرفة استطاع من خلالها الظفر بعمودية عدة مدن بالمملكة، بالمقابل تلقت أحزاب المعارضة ضربة موجعة عصفت بقياداتها كان أبرزهم حميد شباط.
ونبدأ مع جريدة "الصباح" التي كشفت عن مطالبة عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب المصباح، ورئيس الحكومة، من زعماء المعارضة تقديم استقالتهم بعد هزيمتهم النكراء، لأنهم كانوا يراهنون على إخفاق الحكومة في تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة لا تتدخل فيها السلطة.
وبخصوص اتهامات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط للحكومة بأنها تسببت في فشله بالتشطيب على المسجلين في لوائح حزبه من الاستقلاليين بفاس، تساءل بنكيران هل كان شباط نائما منذ 9 يوليوز إلى20 غشت لحظة افتتاح التسجيلات، التي اطلعت عليها الأحزاب بكل حرية ، وراجعتها ولم تتحفظ عليها، مؤكدا أن زمن "الشباطية السياسة" انتهى بدون رجعة وأن ممارسة الضغط واستعمال البلطجة لم يعد يجدي نفعا.
ومن جانبها كتبت صحيفة "المساء" أن النتائج التاريخية التي حققها حزب "المصباح"، بعد مضاعفته للمقاعد المحصل عليها بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بانتخابات 2009، جعلت قادة المعارضة يبادرون لعقد اجتماعين في أقل من 24 ساعة، بعد إعلانهم أن التحالف مع حزب العدالة والتنمية" خط أحمر"، فيما بادرت أحزاب الأغلبية لإصدار بلاغ نوهت فيه بسير العملية الانتخابية، وفتحت بابا مشروطا للتحالفات مع خارج الأغلبية، وهو ما سيجعل الأحزاب المعارضة في ورطة حقيقية من أجل فرض الانضباط على أعضائها.
وأضافت "المساء" أن هذه النتائج عصفت بعدد من الوجوه التقليدية التي ارتبطت بتاريخ الانتخابات الجماعية، فيما كان حزب الاستقلال من أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات بعد أن فقد أمينه العام حميد شباط قلعته الانتخابية في هزيمة، وسقطة مدوية جعلته في وضع حرج أمام غريمه عبد الإله بنكيران ،الذي لم يتردد في دعوة ثلاثة من قادة المعارضة لتقديم استقالتهم.
وبدورها كتبت جريدة "أخبار اليوم" أن حزب العدالة والتنمية قدم عددا من التفسيرات لفوزه الكبير هذا، "عنوانه شرعية الإنجاز" سواء في الحكومة أو الجماعة التي يسيرها، ثم قوته التواصلية والخطابية و قرب مناضليه من الناخبين، والدعاية الذاتية التي يقومون بها، وأبان عن كونه أقوى حزب سياسي بالمغرب حاليا، حيث احتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات بأكثر من مليون ونصف مليون صوت، رغم عدم تغطيته لأكثر من نصف المقاعد الموجودة في المجال القروي.
وفي نفس السياق كتبت صحيفة "الأخبار" أن بن كيران صرح خلال ندوة صحافية نظمها حزب العدالة والتنمية، أول أمس السبت، على أن المعارضة "بالغت في استهدافه كشخص والناس عاقبوهم" على حد تعبيره، ولم ينف أو يؤكد نية الحزب في التحالف مع الأصالة والمعاصرة معتبرا أن فيه شرفاء وذوي نيات صادقة، قبل أن يعود ليهاجم نفس الحزب معتبرا أنه "ليس حزب بل مجموعة من الناس ليس لديهم تصور ولا أيديولوجية، إذ لا يمكن أن تتحدث عن حزب حديث النشأة ، ونحن الذين بدأنا الإشتغال منذ أكثر من 23 سنة، وما زلنا نعتبر أنفسنا حزبا فتيا".
وتضيف اليومية على أن بن كيران لم يتوان في الاستعانة من جديد بقاموس الحياوانات معتبرا" أن حزب العدالة والتنمية لا يحسن خصال الذئاب" ، وأن المعارضة تعرف من يتعامل بهذه الخصال، نافيا أن يكون الحزب قد سطا على كفاءات الأحزاب الأخرى، أو ضم إليه بعض الوجوه من المستقلين من أحزاب أخرى بغرض الدفع بهم في الإنتخابات.
وأفادت جريدة "الإتحاد الإشتراكي" أن المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي قرر تخصيص اجتماع لاحق للوقوف على الإختلالات الخطيرة التي عرفتها هذه الإنتخابات،دمرورا بتوقيت الحملة ويوم الإقتراع، وانتهاء بكل أشكال الغش والتجييش المخالف للقانون، التي عرفتها هذه الإستحقاقات، والتي أكدت فشل الحكومة في ضمان انتخابات نزيهة على حد تعبيره.