طنجاوي - غزلان الحوزي
في وقت متأخر من مساء يوم 17 غشت المنصرم، عندما أقنع أربعة أشخاص من جنسية سويدية إثنين من مواطنيهما بالتوجه جميعا إلى إحدى الفيلات الواقعة بمنتجع سياحي في منطقة ميخاس (مالقا) لاحتساء مشروب، ومتابعة الحديث حول التخطيط لأعمال "تجارية" مع أشخاص تعرفوا عليهم مؤخرا بمالقا التي استقروا بها.
وبداخل الفيلا، تغير سلوك الاربعة تجاه الضفين، حيث اختفت لغة الترحيب وحلت محلها اساليب العنف والتهديد بالسلاح؛ إذ قاموا بتعصيب أعينهما وتقييدهما، وأجبروهما على كشف مكان وجود شحنة المخدرات والأموال التي يملكونها، وتبين لهم أن أحد المحتجزين بالقوة، كان زعيم مافيا المخدرات، جميع أعضائها من أصول سويدية، استقروا بمالقا، وفي مدن اسبانية أخرى بهدف توزيع المخدرات انطلاقا من السواحل الاسبانية في اتجاه باقي البلدان الأوربية.
التحريات التي قادتها الشرطة الاسبانية توصلت الى ان المحتجزيْن تعرضا للتعذيب بالسكاكين، أحدهما تمكن من الهروب، فيما قتل الخاطفون زعيم المافيا رميا بالرصاص ثم لاذوا بالفرار، بعدما عمدوا الى إحراق السيارة التي وصلوا بها إلى مكان الاحتجاز.
وفي مكان الحادث، توصل رجال الأمن إلى التعرف على الجثة، وتقصي الحقائق من نظرائهم السويديين الذين أكدوا أن الأمر يتعلق بتاجر مخدرات نافذ في السويد، الامر الذي أكد للشرطة الاسبانية أن الجريمة تندرج في إطار تصفية الحسابات بين عصابات متخصصة في إجراء الانقلابات.
وتوصلت التحقيقات إلى أن القتلة المأجورين قدموا من السويد قبيل يوم واحد من تنفيذهم للجريمة، وأن السيارة التي قاموا بإحراقها مسروقة، وان احد عناصر العصابة توجه إلى لمستشفى(مالقا) إثر تعرضه لجروح خلال المواجهة التي اندلعت بالفيلا، قبل أن يتمكن من العبور نحو المغرب.
وخلال 48 ساعة التي تلت الجريمة، شدد الحرس المدني الاسباني الخناق على القتلة، الذي توجهوا إلى ميناء الجزيرة الخضراء بهدف حجز الباخرة المتوجهة نحو طنجة، إلا أن الشرطة قامت باعتقالهم عند نقطة عبور المسافرين، كما اعتقلت فردا آخر يملك الجنسية المغربية ببلدية (بينافيس) لاحتمال تورطه في عمليات شحن المخدرات لنفس أفراد العصابة.
وفيما بعد، قامت الشرطة الاسبانية باعتقال مشتبه به آخر بماربيا، يعتبر المخطط والمدبر لعمليات الاختطاف والتعذيب والاغتيال، حيث تبين انه أحد أخطر عناصر العصابة الاجرامية التي تم تفكيكها.
وبناء على المعلومات التي قدمتها الشرطة السويدية فإن هذا الأخير تم العثور بمقر إقامته مسدسا و بندقتين هجوميتين من نوع (كلاشنكوف).
وبناء على هاته المعلومات، تابعت الشرطة الاسبانية أن التحقيقات لازالت جارية حول إيجاد سويدين آخرين يعملان لصالح نفس العصابة، أطلقت عليهما مذكرة بحث دولية بتعاون مع فريق الاتصال المعني في التحقيق في الجرائم المنظمة ومكافحة المخدرات المعروف ب (EDOA) من اجل إنهاء عمل هذه العصابة الدولية.