أخر الأخبار

أنا مختلف مثلما أنت مختلف.. قصة أمين مريمار قاهر التوحد - فيديو

طنجاوي - يوسف الحايك

يمسح البعض عيونهم، وقد اغرورقت دموعا من شدة التأثر، بينما يزيد آخرون من حرارة تصفيقاتهم المتتالية، المشهد يلخص أجواء الحفل الذي أقامته اليوم السبت (15 دجنبر)، جمعية يحيى للأطفال المصابين بداء التوحد، احتفاء بالطفل أمين مريمار، بعد مشاركته في برنامج "نجوم صغار" بلبنان.

أمين مريمار.. إبداع في مواجهة التوحد

وبنبرة كلها ثقة بالنفس استعاد أمين مريمار ذو 13 ربيعا، تجربة مشاركته في برنامج "نجوم صغار" على قناة "MBC"، وقدمه الفنان المصري أحمد حلمي.
وشدد أمين في كلمة له بالمناسبة على أنه بمقدور الطفل التوحدي أن "يعبر عن ذاته، وأن يكون مختلفا عن غيره".
وفي هذا السياق، قال أمين في حديث له مع "طنجاوي" إن مشاركته في هذا البرنامج "كانت من أجل أن أوصل رسالة إلى الناس هي أن يصبروا على أولادهم التوحديين".
وتحدث أمين عن عضويته بكل من برلمان الطفل، والمجلس الجماعي للطفل بتطوان.
وأكد أمين أن عضويته بالمجلسين "يساعدني على إيصال الرسالة أكثر وأبرهن على ما أنا أطمح للوصول إليه".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن متوسط انتشار اضطرابات التوحد يقدر بـ 62 طفلا لكل عشرة آلاف طفل في العالم، أي بواقع طفل واحد من بين كل 160 طفلا، وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتلفت إلى أن بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك.

بين الصبر واليأس

ورأى محمد الميريمار، أب أمين أن مشاركة ابنه في البرنامج أعطت الناس، وخاصة آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد، دفعة من أجل مزيد من الصبر، وعدم اليأس، ومتابعة حالة أبنائهم بشكل مبكر.
ووصف المتحدث ذاته حالة أمين بكونها كانت "صعبة جدا" مشيرا إلى الصعوبات التي كانت تواجهه في حياته اليومية.
وأحصت منظمة الصحة العالمية سنة 2014، إصابة أزيد من 67 مليون شخصا بطيف التوحد حول العالم.
وفي ظل غياب معطيات رسمية، قدر متابعون لهذه الفئة تسجيل أزيد من 500 ألف حالة إصابة بالتوحد بالمغرب.
ورصد المصدر مدى التحسن الذي طرأ على حالة أمين الذي اصبح أكثر استقلالية واعتمادا على النفس".
وأشاد المتحدث ذاته بالمجهود الذي يبذله أطر جمعية يحيى للطفال التوحديين، مبديا تفاؤله بمستقبل أمين. 
وخصصت الأمم المتحدة في دجنبر 2007 يوم الثاني من أبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد، والذي يحتفل به كل عام ابتداء من عام 2008.

صورة نمطية

ووقف عادل الصنهاجي، الأخصائي النفسي، ومدير مركز الأشخاص التوحديين بتطوان، على أهمية التشخيص المبكر على غرار به أمين الذي تم تشخيص حالته بعد عام ونصف من ولادته، ومدى إسهامه في تحسن الاطفال بشكل أفضل.
وتقول إنه من الصعب تحديد اضطرابات طيف التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهرا، ولكن يمكن تشخيصها في العادة عند بلوغه سن عامين.
ولفت الصنهاجي إلى حالة الرفض من طرف المدرسة لاستقبال أمين كما هو الحال بالنسبة لعدد من الاطفال الآخرين المصابين بالتوحد، إلى جانب تأخر النطق، والعدوانية، والصورة النمطية السائدة، ونظرة الناس إلى هؤلاء الأطفال الذي يبقى مشكلا.
وبسط الأخصائي النفسي البرنامج الذي تعتمده الجمعية من أجل هؤلاء الأطفال إن على مستوى العلاج الوظيفي، وتقويم النطق، والتربية النفس حركية.
ورفضت ثلاث مدارس استقبال أمين، قبل أن تتم إتاحة إمكانية الاستعانة بالمربية المرافقة داخل المؤسسة التعليمية. 
وتطرق الصنهاجي إلى التوجه نحو إدماج أمين في عدد من الأنشطة تتلاءم مع حالته والتي طورت من موهبته في الإلقاء والتعبير.
وتمكن أمين من التأهل للمشاركة إلى البرنامج من ضمن 15 ألف مشارك والذين لم يكونوا من احتياجات خاصة، سواء وطنيا أو مغاربيا قبل وصوله على مرحلة النهائيات.
وأبرز الأخصائي النفسي مدى التأثير الإيجابي لمشاركة أمين في البرنامج؛ من حيث نظرته وابتسامته، وافتخاره واعتزازه بذاته، في ظل المتابعة وردود الفعل الايجابية تلقاها.

ثمرة بعد جهد

وفي هذا الصدد اعتبر محمد قلينة، رئيس جمعية يحيى للأطفال التوحديين، ومركز الأطفال التوحديين، أن ما وصل إليه أمين هو ثمرة مجهود دام لحوالي 9 أو 10 سنوات، والصعوبات التي كان يواجهها.وأرجع رئيس الجمعية الفضل في هذا التطور إلى الأطر التي تتوفر عليها الجمعية، التي وضعت برنامجا مكن من تعديل سلوكه وإدماجه في المؤسسة التعليمية.
ويستقبل مركز الجمعية 280 طفلا، يشرف عليهم 10 أخصائيين إلى جانب 64 إطارا.
وانتقد المتحدث ذاته إلى الرفض الذي تبديه مؤسسات التعليم الخصوصية في استقبال الأطفال في وضعية إعاقة عموما، والمصابين بالتوحد على وجه الخصوص.
وأكد قلينة على أن الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجمعية بدأت تؤتي أكلها من خلال التعريف بالتوحد الذي ليس مخيفا بالصورة التي كان يتم وضعها سابقا. 
ولا يتردد أمين في القول دائما "أنا مختلف مثلما أنت مختلف".
يوم السبت المنصرم نظمت جمعية يحيى للأطفال التوحديين، حفلا بحضور عمال إقليم تطوان، وعدد من الشخصيات الرسمية، احتفاء بالطفل أمين مريمار الذي شارك ضمن برنامج "نجوم صغار" بلبنان.
واستعرض الحفل لحظات مشاركة الطفل الذي تحدى مرض التوحد خلال البرنامج الذي بثته قناة MBC وقدمه النجم المصري أحمد حلمي
طاقم موقع "طنجاوي" كان حاضرا وعاد بالتقرير التالي:

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@