أخر الأخبار

تفاصيل خطة البيجيدي للركوب سياسيا على مشروع ملكي بطنجة

محمد العمراني

فجأة ودون مقدمات، خرج إلى الوجود مولود أختير له إسم "مؤسسة المدينة العتيقة بطنجة"، يقول الواقفون وراء هاته المبادرة، الذين يقدمون أنفسهم كمختصين ومهتمين وفاعلين مدنيي، أنها تأتي في سبيل حماية ورد الاعتبار والمساهمة في تثمين تاريخ مدينة طنجة، وبتراثها المادي واللامادي،  خاصة وأنها تعتبر أقدم مدينة بالمغرب، وأن تأهيل المدينة العتيقة يأتي في صدارة اهتمامات هاته المؤسسة الوليدة.

نظريا كلام جميل ومعقول،

لكن الملاحظين سجلوا باندهاش واستغراب كبيرين أن الجمع العام التأسيسي، الذي احتضنه أحد الفنادق المطلة على ميناء طنجة الترفيهي، عرف إنزالا قويا لرموز حزب العدالة والتنمية، حيث حضره رئيسا مقاطعتي المدينة ومغوغة، كما أنه بتفحص تشكيلة المكتب التنفيذي، يتضح بجلاء هيمنة واضحة لحزب المصباح على مفاصل القرار بهاته المؤسسة، فيما أسماء أخرى تم إقحامها بغرض تأثيث المشهد وذر الرماد في العيون، وأن القاسم المشترك بينها أنها رهنت قرارها للحزب النافذ، إما طمعا أو انتقاما من هيئات مدنية وسياسية لأسباب معروفة لدى متتبعي الشأن المدني بطنجة.

المثير في الأمر، وحسب معطيات موثوقة حصل عليها منبر "طنجاوي"، فإن التحضير لهذا المولود تم بتنسيق وثيق مع قيادي في حزب مشارك في الأغلبية الحكومية، حريص على تمتين علاقاته مع مسؤولي مصباح طنجة،  حيث تم الاتفاق على إشراك ثلاث أسماء من أقرب المقربين له.

هذا التنسيق فسره متتبعون للشأن المحلي بمدينة طنجة بكونه يأتي في سياق تحالف، لم تعد أهدافه ومراميه خفية عن أعين المراقبين، بين العدالة والتنمية هذا القيادي، دون إغفال رهانات مصلحية أصبحت تفرض هذا التقارب وتحرص على تمتينه!..

العارفون بخبايا الأمور، يؤكدون أن قرار تأسيس هاته المؤسسة تم اتخاذه مباشرة بعد الإعلان الملكي عن مخطط تأهيل المدن العتيقة، حيث كانت طنجة من ضمنها. وبعد أن تقرر برمجة اتفاقية تمويل مشروع تأهيل المدينة العتيقة بمجلس الجهة، ورصد ميزانية إجمالية تقارب خمس ملايير ونصف مليار سنتيم، تم التسريع من وثيرة التحضير للجمع العام، حيث حاول قادة المصباح إقناع بعض الأسماء الوازنة من أبناء المدينة لتقلد منصب الرئاسة، وكان من بينهم مدير عام مؤسسة وطنية استراتيجية، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بعدما تفطنوا لخطة البيجيدي  الرامية إلى استغلالهم كواجهة للتمويه على مخططهم السياسي.

وعن الدافع المتحكم وراء قرار حزب العدالة والتنمية إخراج هاته المؤسسة إلى حيز الوجود، كشفت ذات المصادر، أن العد العكسي للانتخابات قد بدأ، وأن ملف المدينة العتيقة له حساسية كبرى، ويعتبر ورقة انتخابية رابحة لأي حزب يعرف كيف يستغلها، خاصة إذا كان هو الماسك بزمام تدبير شؤون المدينة، وبالتالي فإن الظرفية جد مواتية للركوب سياسيا على هذا الملف بعد الإعلان عن تفاصيل تنزيل هذا المشروع الملكي. ولضمان حسن تنفيذ الخطة، استعان حزب المصباح ب "كفاءات" متخصصة في التعامل مع الهيئات الدولية، وخبيرة في تقديم مشاريع الشراكة معها.

وإذا كان المتتبعون لما يجري بمدينة طنجة لم يستوعبوا بعد كيف منح هذا القيادي التغطية لحزب العدالة والتنمية من أجل إخراج هاته المؤسسة إلى الوجود، فإنهم بالمقابل ينبهون من مخاطر استغلال البيجيدي لموقعه المتحكم في مفاصل تدبير شؤون المدينة من أجل الركوب على مشاريع ملكية لتحقيق مكاسب انتخابية.  

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@