أخر الأخبار

هاجر الريسوني.. القضية التي اسقطت القناع عن تجار الدين

محمد العمراني

 

الضجة الكييرة التي اثيرت حول اعتقال هاجر الريسوني، الصحفية بجريدة اخبار اليوم، اسقطت ورقة التوت الاخيرة عن تجار الدين، وفضحت عورتهم. فبعد أن كانوا يقدمون أنفسهم أوصياء على الاخلاق، وحماة للاسلام، ها هم اليوم ينقلبون على خطاب الزهد والورع، ويعلنون اصطفافهم ونصرتهم لمتهمة بالاجهاض وإقامة علاقة جنسية غير شرعية!..

قبل تفصيل الكلام على هذا المستوى، لابد من إطلالة مركزة على تفاصيل القضية، حسب المستندات المرفقة بالقضية والمعروضة على انظار هيئة المحكمة.

الأمر يتعلق باعتقال خمسة اشخاص، (طبيب وممرضة وممرض مكلف بالتخدير، ثم هاجر الريسوني وشخص سوداني الجنسية لا يربطهما عقد نكاح)، الثلاثة الاوائل يتابعون بتهمة القيام بعمليات إجهاض غير شرعية، فيما هاجر وعشيقها تمت متابعتها بإقامة علاقة جنسية غير شرعية نتج عنها حمل وإجهاض غير شرعيين. اكثر من ذلك فإن هاجر ادلت بهوية مستعارة لإدارة عيادة الطبيب المعتقل، مدعية أنها مطلقة ولها عدة اولاد، كما ان الشهادة الطبية اكدت بوضوح ان هاجر كانت حامل مرتين وتخلصت من الجنين في الحالتين..

يتضح إذن ان القضية قانونية صرفة، وان عدد المتابعين هم خمسة اشخاص، كل حسب صك الاتهام الذي تابعته به النيابة العامة امام هيئة المحكمة، وان ليس هناك من معطيات تدفع الى تسيسها، فلماذا إذن التركيز على الصحفية هاجر الريسوني دون غيرها من باقي المتهمين، ولماذا انتفض الريسوني وبنكيران وباقي جوقة المتلفعين برداء الدين، وهبوا لنصرتها؟!!..

لا تتطلب الاجابة عن هاته التساؤلات الكثير من العناء، فالامر واضح وضوح الشمس في كبد السماء، الأخت هاجر هي واحدة من الاذرع الإعلامية لكتيبة تجار الدين، التي يبطشون بها خصومهم ومخالفيهم في الرأي، وهي نجلة شقيق الفقيه أحمد الريسوني، ولذلك فإن واجب النصرة يقتضي الدفاع عنها، ولو تطلب الامر الدوس على كل المواقف والقناعات التي كانوا يستميتون في سبيل الدفاع عنها!!. 

بالأمس القريب كان احمد الريسوني، القيادي بالتننظيم العالمي للاخوان المسلمين، ومن يدور في فلكه، من اشرس المعارضين لتقنين الإجهاض، حيث شن حربا شعواء على كل دعاة اعادة النظر في قانون الاجهاض، متهما إياهم بالسعي الى تخريب الاسرة المغربية، والتطاول على تعاليم واحكام الدين الاسلامي!..

والى عهد قريب جدا كان بنكيران وهو رئيس للحكومة من الرافضين لرفع تجريم العلاقة الجنسية الرضائية، معتبرا ذلك تشجعيا على الانحراف والفساد الاخلاقي!..

لكنهم اليوم لم يجدوا حرجا في الانقلاب على قناعاتهم، وصارت المتابعة بتهم الفساد والاجهاض تدخلا في الحرية الشخصية للفرد، وتشهيرا بحياته الخاصة!..

ماذا لوكان الريسوني وبنكيران قد اباحا الاجهاض، وشرعنا العلاقة الجنسية الرضائية، هل كان سيتم اعتقال هاجر الريسوني؟!.

هل هناك نفاق أكثر من هذا، وهل هناك متاجرة بتعاليم الاسلام اكثر من هاته، وهل هناك وقاحة وبشاعة اكثر من هكذا ممارسات؟!!..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@