طنجاوي
كشفت مصادر متطابقة ان حالة من الاستنفار والارتباك تسود مكاتب شركة أمانديس بطنجة، ترقبا لزيارة كبار مسؤولي فيوليا يتقدمهم أنطوان فريرو، المدير العام التنفيذي للشركة، المالكة لأمانديس، حيث ينتظر ان يحلوا في الساعات القليلة المقبلة بمطار إبن بطوطة.
وأضافت المصادر ان هاته الزيارة لها طابع خاص، لكونها تتزامن مع انفجار العديد من الاختلالات، والتي كشفت بالملموس العجز الكبير للمدير العام لامانديس طنجة - تطوان، نصر شهيد، عن النهوض بمسؤولياته، حيث بدا فاقدا القدرة على تسيير شركة تدير قطاعا شديد الحساسية، وفي منطقة تعتبر قاطرة للاقتصاد الوطني، ولعل الغضبة الأخيرة الوالي مهيدية بعد أن سجل تقصيرا كبيرا من لدن شركة أمانديس على مستوى اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الخطر في حالة سقوط الأمطار .
وشددت المصادر على انزعاج الإدارة العامة لفيوليا من الوضعية التي آلت إليها أمانديس منذ تحمل شهيد للمسؤولية، خاصة وان فيوليا كانت تراهن من خلال تعيينه في منصبه عقب الاحتجاجات العارمة التي اندلعت بطنجة في شتنبر 2015 للتنديد بغلاء الفواتير، على تغيير صورة الشركة لدى المواطن وكسب ثقة المستثمرين، خاصة قي مجالي الصناعة والانعاش العقاري، لكن العكس هو الذي حدث، حيث فشل نصر شهيد في تنفيذ التزامات الشركة التي أعلنتها لإخماد نار الاحتجاجات، أذ ارتفع منسوب الغضب في صفوف المواطنين والمستثمرين، وهو ما يعقد من مهمة اصحاب القرار في فيوليا الذين يراهنون على البقاء لاطول مدة بمدينة طنجة، ويخططون لتجديد العقد ل 20 سنة أخرى.
ومن أبرز مظاهر فشل الادارة العامة لأمانديس في النهوض بمسؤولياتها، فضيحة السرقة التي تعرضت لها الوكالة التجارية للشركة بمنطقة مسنانة، حيث نجح الجناة في السطو على 32 مليون. ورغم التكتم الكبير الذي يضربه مسؤولو الشركة حول هاته الواقعة، فإن ما حدث كشف تقصيرا فظيعا من نظام الحراسة الذي تعتمده الشركة لحماية منشآتها، مع ما يحمله الأمر من مخاطر، خاصة وأن عملية السطو وقع بمحاذاة خزان المياه، الذي يعتبر منشأة حيوية تستوجب حماية مشددة.
وختمت المصادر تصريحها بالتأكيد على أن مالكي القرار بفيوليا على اطلاع بجميع التفاصيل الدقيقة لما بجري داخل شركة أمانديس، وأن سياسة التجميل وتزييف الحقائق التي تنهجها إدارة أمانديس لن تجدي نفعا، مرجحة - المصادر - أن تعرف الأيام المقبلة قرارات حاسمة على مستوى التغيير في هرم المسؤوليات بأمانديس، خاصة وأن الأمر يتزامن مع ينتظره المغرب من موجة إعفاءات غير مسبوقة في صفوف كبار مسؤولي الادارات والمؤسسات العمومية، وفسح المجال أمام الكفاءات والقطع مع ثقافة الولاء والريع، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس التي أعلن عليها في خطاب العرش الأخير.