طنجاوي
قدمت الصحافية الهولندية "زوزا نازاروك" وجهة نظرها في قضية توقيف سليمان الريسوني، ضمنتها في مقال لها تحت عنوان "ثقافة الاغتصاب وحرية الصحافة:حالة قضية سليمان الريسوني".
زوزا وقفت على ردود الفعل المعبر عنها من طرف المتتبعين والجمهور بالمغرب، الذين لم يعتادوا على مناقشة مثل هاته القضايا (الاغتصاب، المثلية)، والتي تعتبر ضمن الطايوهات المسكوت عنها داخل المجتمع المغربي.
وسجلت الصحافية الهولندية أن معظم ردات الفعل والمواقف الصادرة بخصوص هاته القضية ركزت على وضعية المشتكى به باعتباره صحفيا وكاتب رأي، وأن اعتقاله يندرج في إطار "التضييق على حرية الصحافة"، لكن بالمقابل، تضيف زوزا، هناك تجاهل كبير للتهمة التي يتابع بها الريسوني، وتتعلق بالاعتداء الجنسي على قاصر له ميول مثلية، معتبرة أن مثل هاته المواضيع لها حساسية داخل المجتمع المغربي، وتعتبر من المحرمات الثقافية، لم يتعود المغاربة الخوض فيه، وهذا ما يفسر حسب ذات الصحافية، إحجام العديد من المثليين عن تقديم شكايات بخصوص تعرضهم للاغتصاب بالاكراه، وذلك لتفادي ردود الفعل العنيفة التي تصدر عن عائلاتهم، ناهيك عن كون القانون الجنائي يجرم العلاقات الجنسية المثلية.
ووقفت زوزا نازاروك على الموقف المنحاز المعبر عنه من طرف منظمة "مراسلون بلا حدود"، حيث سارع رئيسها لإعلان تضامنه مع الريسوني، فور توقيفه، دون الاخذ بعين الاعتبار ان هناك طرف ثان في القضية يحتمل ان يكون ضحية، حيث كان يجب انتظار موقف القضاء لأنه هو الكفيل بتبيان الحقيقة.
كما انتقدت الصمت الغريب الذي ركنت اليه بعض المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان، ك"هيومان رايتس ووتش"، و "منظمة العفو الدولية"، الامر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول غياب اي موقف لهم، خصوصا وان الامر يتعلق بقضايا شائكة، كالاغتصاب والمثلية الجنسية.
وخلصت زوزا الى القول: "ان تعارض الحكومة لا يعني ان تكون بريئا من أي تهم قد توجه إليك"، محذرة من مخاطر تسيس هاته القضية، حيث يمكن تعريض ضحية الاعتداء الجنسي الى إجهاد نفسي كبير.