طنجاوي - إنصاف المغنوجي
اهتزت مدينة طنجة، أول امس على وقع جريمة بشعة، أردت بحياة سيدة تجاوزت عقدها الثامن، والمفجع ان الجاني لم يكن سوى خادمته، التي عرضتها لاعتداء جسدي خطير، باستخدام أداة حديدية صلبة، لفظت معه انفاسها الأخيرة فور وصولها لمستشفى محمد الخامس.
جريمة بشعة، كان وقعها ثقيلا وصادما على اسرة الهالكة، أخرجت احد ابنائها عن صمته ليروي لنا حصريا تفاصيل الفاجعة، باعتباره عاين اقتحام الشرطة للمنزل، وشاهد والدته مضرجة بالدماء، وكيف فارقت الحياة على يد الجامية التي ارتكبت جريمته بدم بارد..
يحكى الابن، الذي فضل الكشف عن أسمه: "نحن 3 اخوة، كنا نتناوب يوميا على الإعتناء بالوالدة، ونزورها كل يوم لتفقدها، وتفقد احوالها عن طريق المناوبة ،وقبل اربع اشهر استقدمنا خادمة منازل، من مدينة تطوان، باقتراح من أفراد عائلة هناك، للعناية اكثر بوالدتنا، ورعايتها ف وقت غيابنا بسبب التزاماتنا العائلية والمهنية اليومية ...".
و خلافا لكل ما راج حول الحالة النفسية للخادمة، اكد لنا إبن الضحية، "أنها لم تكن تشكو من أي مرض نفسي او عقلي، ولم يسبق لها زيارة اي طبيب نفسي ، ولا تتعاطى اي نوع من الادوية، بل على العكس كانت تتمتع بصحة جيدة، ولم تكن تصرفاتها يوما مريبة او مبعثا للشك، بالمقابل كانت تحسن الإعتناء بالوالدة وتدبير المنزل، و تتقاضى مبلغا محترما لقاء العمل المتفق عليه من رعاية لوالدته المسنة، والحرص على تلبية طلباتها، خاصة وأن الاخيرة كانت تعاني من امراض مزمنة، جعلتها غير قادرة على الحركة، او الإعتماد على نفسها في كثير من الامور...".
وعن تفاصيل الليلة السوداء، يضيف الراوي ان "أحد اخوته انتقل على وجه السرعة الى منزل والدته بعد توصله باتصال هاتفي من طرف احد جارات الهالكة تخبره بسماعها لأصوات تكسير و تحطيم مريبة، صادرة من شقة والدته، لكنه فوجئ برفض الخادمة فتح الباب رغم جميع محاولات الشقيقين والجيران، بل تعمدت احكام اغلاقه من الداخل ، ليتم بعد ذلك استدعاء عناصر الشرطة، التي اضطرت لاقتحام الشقة بإذن من النيابة العامة، حيث أسفر عن إيقاف المشتبه بها في حالة تلبس بتعويض الضحية لاعتداء جسدي خطير، باستخدام أداة حديدية صلبة".
واسترسل نجل الهالكة وصف تفاصيل الفاجعة قائلا: " وجدناها غارقة في دمائها، وبجانبها المتهمة تحمل ادات الجريمة بدم بارد، تاركة إياها بين الحياة والموت دون ادنى شفقة، جريمة بتفاصيل مروعة وباسباب واهية "، مضيفا ان "المعتدية اعترفت خلال التحقيق معها من طرف عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة بكل ماهو منسوب اليها، وتفاصيل الجريمة".
وعن سبب هذا الاعتداء المميت، اكد نجل الضحية، " ان المتهمة اعترفت بأنها تعرضت لتوبيخ من طرف مشغلتها / الضحية ، ما دفعها الى فقدانها السيطرة علي تصرفاتها، حيث دخلت في حالة من الهيستريا جعلها تجهز على الضحية بواسطة آلة حادة دون وعي منها...".
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، قد أكد أن عناصر الشرطة بمنطقة أمن بني مكادة بمدينة طنجة، تمكنوا في الساعات الأولى من صباح أول أمس الثلاثاء، من توقيف مستخدمة منزلية تبلغ من العمر 40 سنة، وذلك للاشتباه في تورطها في تعريض مشغلتها البالغة من العمر 87 سنة لاعتداء جسدي خطير نجم عنه وفاة الضحية.
وأشار إلى أنه تم نقل الضحية المصابة بجروح وإصابات بليغة للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، غير أنها توفيت فور وصولها للمؤسسة الاستشفائية، بينما تم حجز الأداة الحديدية المستعملة في الاعتداء، وضبط المشتبه فيها وهي في حالة غير طبيعية وفي وضعية اندفاع قوية.
وأضاف البلاغ، نه تم الاحتفاظ بالمستخدمة المنزلية المشتبه فيها تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وأسباب ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.