طنجاوي

تعم حالة من الارتباك والقلق، في صفوف أرباب المصانع بطنجة؛ بسبب تهديدات شركة التدبير المفوض لخدمات توزيع الماء والكهرباء بالشمال "أمانديس" بقطع التيار الكهربائي.

فواتير ثقيلة

وفي هذا السياق، أظهرت وثائق حصل عليها "طنجاوي"، توصلت بها إدارة مصنع لتجميد السمك بكزناية بإشعار من "أمانديس" تخبره فيها بقرار قطع التزود بالتيار الكهربائي، لعدم أداء قيمة استهلاك خمس فواتير بما مجموعه 100 مليون سنتيم.

المثير في الموضوع، وفق مصادر متطابقة، هو أن إدارة المصنع عملت على أداء قيمة استهلاك فاتورتي شهري مارس وأبريل، في وقت يتم العمل على تسوية أداء فاتورتي شهري ماي ويونيو.

وكشفت المصادر ذاتها عن أن مدير المصنع وفي أثناء مواجهته فريق أمانديس الذي حل بالمؤسسة الإنتاجية لقطع التيار بهاته المعطيات عادوا أدراجهم، وغادروا.

ونبهت المصادر نفسها إلى أن لجوء أمانديس إلى قطع التيار الكهربائي عن الوحدات الإنتاجية من شأنه أن يخلق حالة من التوتر والارتباك في صفوف الصناعة.

أمانديس.. افتعال للتوتر

وأبدت المصادر عينها استغرابها من كون أنه في الوقت الذي تبذل الدولة مجهودات جبارة للحفاظ على النشاط الاقتصادي عبر ربوع المملكة تصر أمانديس على خلق توترات الجميع في غنى عنها.

وأكدت على أن قرار توجه الشركة إلى قطع التزود بالماء والكهرباء يعد خرقا لقرار محمد مهيدية، والي مهيدية عقب اجتماع لجنة اليقظة الجهوية، وهو القرار الذي كان قد قوبل بارتياح كبير في صفوف المهنيين.

وتوقفت المصادر عند الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، لافتة إلى أن مختلف المؤسسات الإنتاجية تجد صعوبات كبيرة في ضمان استمرارية نشاطها الانتاجي.

ورأت أنه كان على أمانديس استحضار هذه المعطيات، والبحث عن التسوية الممكنة مع أرباب المصانع للوصول إلى اتفاق بجدولة أداء المتأخرات بما يحفظ مصالح أمانديس ومصالح أرباب المصانع.

خصوصية وخطوات

وشددت المصادر على أن قطاع تجميد السمك له خصوصية يجب استحضارها بالنظر إلى اضطرار وحدات تجميد السمك إلى الحفاظ على طاقتها القصوى في تشغيل غرف التجميد حفاظا على جودة السمك، في ظل صعوبات تسويق السمك سواء الموجه إلى التصدير أو الاستهلاك الداخلي بسبب جائة كورونا، مشيرة إلى أن وتيرة استهلاك الكهرباء ستظل نفسها سواء بوجود كورونا أو بدونها.

وفي سياق متصل، علم "طنجاوي" توجه أرباب وحدات تجميد السمك نحو تأسيس جمعية ستكون هي مخاطبهم الرسمي لدى الجهات والسلطات المسؤولة.

ووفق المعطيات المتوفرة فإن أول خطوة يفكرون في اتخاذها هي رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية للمطالبة بتعميم سعر موحد لاستهلاك الكهرباء، بالنظر إلى تجاوز السعر الذي تفرضه أمانديس بكثير للسعر الذي يفرضه كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء، والوكالة المستقلة بالعرائش، وهو ما يشكل أعباء إضافية على أرباب الوحدات الإنتاجية الذين يرتبطون بعقد التزود بالكهرباء من طرف أمانديس.

وتشير المعطيات ذاتها إلى عزم مهنيي تجميد السمك مراسلة الحكومة لمنحهم حق طلب التزود مباشرة من المكتب الوطني للكهرباء فى إطار المنافسة بين الفاعلين في مجال توزيع الكهرباء.

العبدلاوي.. الغائب الأكبر

وحسب مصادر "طنجاوي"، ان المهنيين يجدون انفسهم بين خطوتين، إما الإغلاق آو نقل أنشطتها الإنتاجية خارج منطقة نفوذ امانديس.

وأكدوا على أنه في غياب أي دور للجنة متابعة التدبير المفوض لقطاع الماء وااكهرباء من طرف شركة امانديس، والتي يرأسها عمدة طنجة، البشير العبدلاوي، فإنهم يراهنون على تدخل الوالي مهيدية لإيجاد حل منصف لهذا المشكل، وكبح جماح شركة أمانديس وإلزامها بالتقيد بالقرارات التي تم الاعلان عنها لتدبير تداعيات جائحة كورونا.