طنجاوي
أعلن حزب بوديموس، الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية في إسبانيا، امس الأحد، رسميا اختيار إيوني بيلارا رئيسة جديدة له، ما يضع امرأتين في أعلى المناصب القيادية للحزب اليساري المتطرف، مع اختيار يولاندا دياز أيضا لتكون مرشحته للانتخابات الوطنية المقبلة.
وحصلت بيلارا على 88,67 بالمائة من الأصوات في الاقتراع، الذي استمر اسبوعا ليتم تسميتها كأمين عام جديد في تجمع للحزب في ألكوركون قرب مدريد.
وقالت بيلارا البالغة 33 عاما في عقب الاعلان عن انتخابها زعيمة للحزب، الذي يشهد تراجعا في نسبة تأييده خلال السنوات الماضية "يجب أن ينمو بوديموس.. وعلينا مواصلة العمل على تحقيق تقدم اجتماعي جديد".
وجاء التصويت في أعقاب استقالة زعيم الحزب ومؤسسه بابلو إيغليسياس، الذي لم يحضر الاجتماع في خطوة لإظهار أنه لم يعد يمارس أي نفوذ في الحزب الذي جرى تأسيسه في 2014.
لكنّ بيلارا تحظى بمباركة إيغليسياس، الذي قرر الانسحاب بعد هزيمته الكبيرة أمام اليمين في الانتخابات الإقليمية التي جرت في مدريد في 4 ماي.
وترشحت بيلارا ضد مرشحين غير معروفين، ما جعلها المفضلة في الاقتراع الذي استمر اسبوعا.
ورغم توليها دفة القيادة في الحزب، ستقود وزيرة العمل يولاندا دياز (50 عاما) قائمة بوديموس وحلفائه في الانتخابات العامة المقبلة في يناير 2024.
- تحول ثقافي -
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة كمبلوتنسي بمدريد بالوما رومان، إنّ وجود شخصين في القيادة "ليس موجودا في الثقافة التنظيمية لبوديموس" التي تتمحور حول القيادة الكاملة لإيغليسياس.
وعملت بيلارا التي تتحدر من مدينة بابملونا في شمال البلاد في الصليب الأحمر واللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، وهي ناشطة في بوديموس منذ بدايته.
وكشخص موثوق به في الدائرة المقربة لإيغليسياس، كانت نائبة وزير في وزارة الشؤون الاجتماعية التي قادها القيادي اليساري حين شارك بوديموس في الحكومة في يناير 2020.
وحين استقال إيغليسياس بداية الشهر الماضي، تولت بيلارا منصبه كوزيرة للشؤون الاجتماعية فيما حلت دياز محله كنائبة لرئيس الوزراء.
- نهج مختلف تماما -
بدءا من الأحد، ستتقاسم الوزيرتان قيادة الحزب.
ورغم أن الثنائي يمتاز بالجرأة في الحركة النسوية ، ويسعيان الى الحد من التفاوت في الأجور، إلا أن لديهما نهجين مختلفين تماما.
وتستخدم بيلارا أسلوباً أكثر صدامية، ولم تتراجع عن تسليط الضوء على الاختلافات بين بوديموس والاشتراكيين في الحكومة، مثل وصفها وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس بأنها "الوزيرة المفضلة" لليمين.
بالمقابل، تظهر دياز نفسها أكثر توافقية.
وهي محامية وناشطة شيوعية سابقة كان والدها زعيما نقابيا معروفا، وقد تفاوضت مع أرباب العمل والنقابات لوضع خطة كانت حاسمة لتجنب التسريح الجماعي لمئات إلاف العمال خلال الجائحة.
وفي خطاب ألقته أخيرا أمام نواب بوديموس، دعت دياز إلى "الهدوء ورباطة الجأش" وحضّت على عودة الحزب إلى أصوله المناهضة للتقشف لإدارة مجتمع "يعاني كثيرا ويشعر بالاستياء".
وقال أستاذ العلوم السياسية خوسيه إجناسيو توريبلانكا إن وجود شخصين في القيادة "سيكون أمرا معقدا للغاية"، لأن بيلارا تريد أن يكون لديها "حزب قوي للغاية وتسيطر عليه جيدًا، وألا تترك مجالًا ليولاندا دياز للقيام بالأمور على طريقتها".
وأضاف "لا أعرف ما إذا كانت بيلارا ستكون قادرة على التفوق على يولاندا دياز" التي لديها "صورتها الخاصة وأفكارها".
ومحور "المعركة" الرئيسية هو من يعد البرنامج للانتخابات العامة المقبلة واختيار المرشحين على قائمة الحزب.