طنجاوي - غزلان الحوزي
تعيش جهة مورسيا على صفيح ساخن منذ اغتيال يونس بلال، المواطن المغربي البالغ من العمر 39 سنة، في هجوم بدافع عنصري على يد مواطن اسباني استهدفه مباشرة بسلاح ناري، وهو حادث خلف ردود أفعال غاضبة في أوساط الجالية المغربية المقيمة في مورسيا.
وفي الوقت الذي تعم فيه حالة من الغضب شوارع بلدية ماراثون للتنديد بهذا الحادث الإرهابي العنصري، أقدمت مواطنة اسبانية في بلدية كارتاخينا الواقعة بمورسيا، مساء أول امس الأربعاء، على توجيه طعنة سكين لمواطنة أجنبية كانت تنتظر دورها في طابور امام متجر للتموين يتم فيه توزيع الطعام، فيما المعتدية كانت تصرخ في حالة هستيرية، وهي تتلفظ بكلمة: " سوداكا"، (وهو لقبٌ غير محبب يُطلق على السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية)،إنهم يأخذون طعامنا!
‘حسب ما نشرته صحيفة إل الباييس. فقد اعتقلت عناصر الشرطة المعتدية التي وصفوها بـ" بالمزعجة والمعروفة بالمكان".
وحسب جمعيات المهاجرين بالمنطقة فإن حالة المصابة تجاوزت الخطر، لكن الطعنة أصابت إحدى كليتها" وأشارت مصادر من الشرطة أن المعتدية تواجه تهمة ارتكاب جريمة الضرب و محاولة القتل، فيما الضحية اكدت في اقوالها أنها تعرضت لهجوم عنصري وبدافع كراهية الأجانب.
ويبدو ان حياة الأجانب تزداد توترا في جهة تضم حوالي 222 ألف مهاجرا، بسبب تزايد حالات الاعتداءات العنصرية.
يذكر ان مورسيا هي الجهة الوحيدة التي اكتسح فيها فيها حزب "بوكس" الانتخابات التشريعية العامة لسنة 2019 (اللائحة الأكثر تصويتا)، حيث اقترح هذا الحزب عزف النشيط الوطني الاسباني في جميع الأيام داخل قاعات المدرسة، لكن في نهاية المطاف تمت المصادقة على أن يعزف في أيام "محدودة".
و كانت مورسيا أيضا مركز تجاذب سياسي وطني مؤخرا بعدما اقترح حزب "سيودادنوس" حجب الثقة عن الحكومة الجهوية، والتي دفعت بحاكمة مدريد (الحزب الشعبي) إلى اجراء انتخابات مبكرة أطاحت بخصومها في مدريد.
و وصلت قضية يونس بلال إلى البرلمان الجهوي بمورسيا، حيث ارتفعت الاصرات منددة بحزب "بوكس" المتطرف باعتباره المغذي الرسمي لهذه الجرائم العنصرية عبر خطاباته وتصريحاته القائمة على قوالب نمطية وانحيازيات عفى عليها الزمن يستخدمها ضد الأجانب والمغاربة بصفة خاصة.