طنجاوي - إنصاف المغنوجي
تصوير وتوضيب: سفيان العشاب
غير بعيد عن مدينة أصيلة، تتواجد قرية " عين مجلاو" الهادئة بسكانها البسطاء.. سكون لايكسره إلا حالة "محمد" الذي ظل لسنوات طويلة حكاية تروى وقصة تحكى بكثير من الألم والحسرة ..
لم تتوقع أسرة محمد ان رحلة ابنها وهجرته الى" لندن" وهو شاب للعمل، ستختلف كثيرا عند رجوعه منها ،وهو الذي كان يضرب به المثل في الإستقامة والجد والإجتهاد، عرف بين أقرانه بوسامته وطموحه اللامتناهي بأحلامه الكبيرة.. لم يرض أن يكون مجرد شاب يسكن قريته ويعيش مما تجود به أرض اجداده... إختار طريق العلم والمثابرة، رسب في الباكالوريا فكانت أول صدماته، التي لم يتحمل بعدها البقاء في وطنه، هاجر "للندن" حاملا معه الكثير من الآمال لتغيير واقع لطالما اراد ان يكون مختلفا..
يحكي لنا الأب عن قدوة شباب القرية كيف سافر حاملا معه أحلام اسرته، ليصطدم بواقع مجهول، لا تتذكر منه العائلة ولا تعلم عنه إلا عودته بعد ست سنوات يجر الخيبات والإنكسار، ومرض نفسي لم ينفع معه علاج، إلا سلاسل تكبله منذ اكثر من ثلاثين سنة..