طنجاوي
صدّيق ملوك، مغربي يقيم بإسبانيا، لم يكن يتوقع أن تقرر زوجته شيماء ذات الـ27 عاما، التي كانت تعيش بميدنة فاس مع ابنهما محمد البالغ خمس سنوات، ركوب قارب للحاق به، فكانت آخر مكالمة بينهما عندما أخبرته أنها في الطريق للوصول إليه.
بعد أيام من تلك المكالمة، علِم صدّيق أن زوجته وابنه توفيا غرقا بعدما انقلب بهما القارب الذي امتطياه يوم 14 أكتوبر الجاري بسواحل قاديس.
وفي حديثه مع صحيفة "إل الباييس"، قال المغربي البالغ 34 سنة " يدرك أن زوجته وابنه توفيا، لكن ما لا يستطيع تصوره هو حجم الألم الذي تشعر به الأم في تلك اللحظة، وهي تشاهد وفاة ابنها أمام أعينها، لقد كانا كل شيء بالنسبة لي".
القارب المنكوب كان على متنه 28 مهاجرا، غالبيتهم من مدينة فاس. يقول صدّيق أن القارب انطلق يوم الثلاثاء 12 أكتوبر، لكنه توقف بعرض البحر بالقرب من السواحل الاسبانية بسبب عطب في المحرك... فانقلب القارب عندما ضربته موجة عاتية".
وأوضح صدّيق أن زوجته وابنه كان يرتديان سترة للنجاة صفراء، مكنتها من البقاء على قيد الحياة بضع ساعات فوق سطح البحر.
وبناء على شهادات بعض الناجين من الغرق، وهما رجلين وامرأة، فإن شيماء توفيت بوقت قليل قبل وصول فرق الانقاذ، بعدما تخلت، رغم عنها، عن ابنها الذي كان قد فارق الحياة، ولم يتم العثور على جثته بعد ستة أيام من البحث عنه من قبل البحرية الاسبانية.
قدم صدّيق إلى إسبانيا سنة 2019، وكان ينتظر تسوية وضعية إقامته القانونية لجلب زوجته وابنه، وهو الان يحضر لنقل جثمانها إلى المغرب لتوارى الثرى دون أن يتمكن من حضور جنازتها في مسقط رأسها.