طنجاوي
تميز الخطاب الملكي السامي، الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، كما هي العادة، بالصراحة والوضوح، وحمل رسائل مباشرة للرأي العام الوطني والدولي، وللأطراف الحقيقية في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
واعتبرت صحيفة "إل الباييس" أن مضامين الخطاب تحمل دعوة مباشرة إلى إسبانيا وبعض الشركاء الأوروبيين للخروج من عباءة "العمل على إيجاد حل" إلى الاعتراف بمغربية الصحراء، وهي أول دعوة للعاهل محمد السادس بعدما كان الأمر مقتصرا على بعض الدبلوماسيين.
فالعلاقات الثناية بين الرباط وواشنطن، علاقات ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء و الإدارات الأمريكية، سواء في الرئاسة أو الكونغريس أو السناتور.
وعندما يتعلق الأمر بالمغرب، تتحدث الولايات المتحدة الأميركية نفس اللهجة، في وقت تظل الجزائر ولا البوليساريو وحتى شركائها القلة غير قادرين على تغيير هذا الواقع، لأن القوة العظمى الأولى في العالم توصلت إلى أن الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن الكيان الوهمي بالصحراء، سيتسبب في زعزعة استقرار المنطقة وسيهدد استقرار منطقة شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وتعلم أيضا أن أي كيان وهمي في الصحراء، سيكون لصالح روسيا وإيران والأنظمة الدكتاتورية والمنظمات الإرهابية.
من المؤسف حقا أن تعلم أوروبا بهذه التهديدات وخطورة البوليساريو، لكنها تغض النظر بسبب ضغط اللوبي الجزائري والشركاء الشيوعيين.
وأمام هذا الواقع، أشاد الملك محمد السادس، أمس، في خطابه بموقف الولايات المتحدة الشجاع والجريء بخصوص قضية الصحراء المغربية، وفي المقابل، أوضح أنه ينتظر من شركائه الاخرين مواقف أكثر جرأة ووضوح ؛ مؤكدا أن هذه المواقف ستساهم في دعم المسار السياسي، وتعزيز الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى حل نهائي قابل للتطبيق.
وفي هذا الإطار، أبرز جلالته أن للمغرب شركاء دوليون صادقون يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص الوطني، في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على ساكنة المنطقة.
وبعد خطاب الملك، فالكرة الآن في ملعب اسبانيا والشركاء الأوروبيين على رأسهم ألمانيا وفرنسا وهولندا، حيث باتوا مطالبين باتخاذ مواقف اكثر وضوحا وجرأة بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء.