طنجاوي _ يوسف الحايك
تتواصل ردرد الفعل المنددة باستقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، زعيم ميليشيا "جبهة البوليساريو" المدعو ابراهيم غالي.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعية في المغرب بتدوينات منتقدة لهذه الخطوة المستفزة لمشاعر المغاربة والماسة بالوحدة الترابية للمملكة.
وقال عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي "في 2012 كلفت رسميا بالتوجه لتونس للمشاركة في ملتقى دولي في اطار الأعمال التحضيرية للدستور التونسي، لتقديم التجربة المغربية في المجال الدستوري وأدوار ومهام الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، توجهت الى تونس وقدمت عرضي أمام خبراء دوليين وبحضور معظم أعضاء المجلس التأسيسي وعلى رأسهم رئيس المجلس مصطفى بنجعفر".
وأضاف في تدوينة له "خلال الجلسات اثار انتباهي تصرفات شخص غريب الأطوار، يتحرك بشكل يثير الانظار ظننت للوهلة الأولى انه معارض لنظام بنعلي أو عضو للمجلس التأسيسي لكن تبين فيما بعد انه أستاذ مساعد للقانون بدون شهادة الدكتوراة يسمى قيس سعيد بعد سنوات تفاجأت أنه اصبح رئيس دولة بشكل شرعي قبل أن يتحول الى رئيس انقلابي يلتقي مجنون انفصالي للقيام بالسخرة لكابران عسكري".
من جهته، كتب محمد أحداد، الصحافي بشبكة الجزيرة تدوينة قال فيها "حين زار منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، المغرب، سألته عن موقفه من الصحراء المغربية. يومها أجاب أن الانفصال أطروحة استعمارية".
وتابع "وحتى في زمن بنعلي وبورقيبة كانت تونس على الأقل تعلن الحياد" .
وزاد بالقول "اليوم يحكم تونس رئيس أحمق وصل لدرجة العته يستقبل رئيس جمهورية وهمية يدعمها نظام وهمي.. أقل شيء يمكن أن يقوم به المغرب هو أن يسحب سفيره من هناك ويعلن قطيعة دبلوماسية مع رئيس مكانه الحقيقي هو مستشفى الأمراض العقلية".
بدوره، رأى عادل بنحمزة، الكاتب والمحلل السياسي أن "قيس سعيد حالة عابرة في تونس كان منتظرا منه مثل هذا الموقف العدائي الذي أساء فيه ليس للعلاقات الثنائية بين البلدين بل لحلم الشعوب المغاربية في الوحدة...".
وسجل بنحمزة أن "قيس منذ فترة وهو تحت تأثير النظام الجزائري هو يعتقد أن الجزائر يمكن أن تشكل له طوق نجاة بعد أن أدخل بلاده في نفق مظلم منذ قرارات 25 يوليوز 2021، بل إن تونس توجد على حافة الإفلاس المالي وتواجه نفس مصير سريلانكا، هل استقبال سعيد لإبراهيم غالي سيغير شيئا من واقع مغربية الصحراء؟ بالطبع لا لكن هذا الموقف فيه إساءة بليغة لعلاقات عميقة بين البلدين".
من ناحيته، قال يونس دافقير، رئيس القسم السياسي بصحيفة "الأحداث المغربية" والمحلل السياسي"كل التضامن مع الشعب التونسي الشقيق إزاء فقدان استقلالية قراره الوطني، هو الذي قدم آلاف الشهداء للاستقلال عن الاستعمار الفرنسي".
وأضاف في تدوينة مماثلة أن"استعادة الشعب التونسي لقراره الوطني، أصبحت مهمته الأولى، وذلك يضع السيادة الوطنية في قلب سؤال الديمقراطية، وسؤال التخلص باستعجال من حكم استبدادي مطلق".
وذكر أن "المغرب الذي دعمت حركته الوطنية نضالات تونس من أجل الاستقلال يوم اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، ودعمتها ملكيته في مواجهة الارهاب، لا يمكنه الا أن يكون آلى جانب شعبها في مواجهة الاستعمار الجديد، وإلى جانب تونس في معركتها ضد استبداد أرعن وخائن".
في السياق ذاته ذهب نوفل البعمري، المحامي والخبير في ملف قضية الصحراء إلى أن ما قام به قيس السعيد "لا يحظى بأي دعك من الطبقة السياسية التونسية و لد نخبها التي تعيي أهمية العلاقة بين البلدين".
وقال" لذلك، نحن ننتقد خطوة السعيد، لا يجب خلطها بالشارع التونسي ولا نخبه، فالكثير من المثقفين التونسيين رفضوا استفزاز السعيد للمغرب، و لهذه الخطوة الغير المحسوبة العواقب".
وأضاف "لنميز فعلا بين الشعب التونسي الذي أكد البلاغ على أن له علاقة متينة مع المغرب، وبين رئيس سقط سهوا على رئاسة تونس".