طنجاوي
اعتبر راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أمس الأربعاء (1 مارس)، بالرباط، أن ممارسات بعض القوى السياسية في أوروبا تسير على النقيض، وتعرقل قيام شراكات متوازنة وعادلة، بسبب فرض وصايتها على الشركاء والتدخل في شؤونهم الداخلية ومؤسساتهم الدستورية واختصاصاتها.
ونبه العلمي، على هامش أشغال الدورة 17 للجمعية العامة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط بالرباط، إلى أن هذه القوى "تعمل على نشر تقارير كاذبة ومضللة ومعزولة معدة تحت الطلب، لتبرير مزاعمها وتحقيق أهداف مبيتة".
وقال إن الشراكات “لا تستقيم مع إعطاء الدروس، ومع النزعات الأبوية والاستعلاء والوصاية”.
وأكد أن شراكات المملكة المغربية الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي “مبنية على القيم والمبادئ قبل المنافع التي هي عديدة".
وتوقف عند الاسهامات المتميزة للمغرب في الشراكة الأرومتوسطية وفي بناء آلياتها البرلمانية، وبالمسؤوليات الدولية والاقليمية التي تضطلع بها المملكة في مجموع القضايا الدولية الأساسية كمكافحة الإرهاب والعمل من أجل السلم والتدبير الإنساني والتضامني للهجرة، والتصدي لأسباب الاختلالات المناخية والتضامن من أجل التنمية وتقاسم الخبرات.
وسجل الطالبي العلمي أن الديمقراطية ليست وصفات خارجية، بل هي تراكمات وبناء ومؤسسات، “علما بأن لا أحد ينكر الشرط الأساسي لهذا البناء المتمثل في الانتخابات الحرة والنزيهة بمشاركة القوى السياسية المؤمنة بالديموقراطية، والتي تنظمها بلداننا على نحو منتظم”.
ورأى أن “قوة الحوض المتوسطي ليست في التشظي وازدراء الشركاء، ولكن بمدى التحلي بعقلانية العظماء مثل أرسطو وابن رشد وديكارت، وبمدى السعي الصادق إلى استعادة روح فاس وأثينا وغرناطة وروما والإسكندرية، بما هي روح التعايش والتسامح والمبادلات الثقافية والمادية”.
وأبرز أن بلدان جنوب وشرق المتوسط، ومنها المغرب، تتوفر على المؤسسات الدستورية وعلى كل الآليات، وعلى الأحزاب، والهيئات المدنية لإعمال وصيانة حقوق الإنسان ومراقبة احترامها، مؤكدا وجوب احترام هذه المؤسسات واختياراتها وعدم التدخل في شؤونها.