طنجاوي ـ صحف
توقف يونس دافقير، رئيس تحرير القسم السياسي في جريدة "الأحداث المغربية" والمحلل السياسي عند استضافة قناة "فرانس 24" لزعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو عبيدة يوسف العنابي.
واعتبر دافقير في مقال له بعنوان "اللعب بالقاعدة" أن القناة الفرنسية تقدم نسخة من قناة "الجزيرة" القطرية. فـ"القناة التابعة للخارجية الفرنسية تبث من عاصمة الأنوار "حوارا حصريا" مع واحد من أمراء الظلام والدم في أفريقيا."
وذكر دافقير بأن القناة القطرية "لعبت جيدا ورقة التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي، وفرنسا تسير على نفس الخطى في الملعب الأفريقي. من الواضح أن باريس فقدت أمام توازن القوى الدولي في القارة، أوراق الإنقلابات والابتزاز بحقوق الإنسان .. وقد يكون زعزعة الاستقرار الأمني ورقتها الجديدة."
واستحضر كاتب المقال إرسال فرنسا جنودها الى مالي وبوركينافاسو وغيرهما لمواجهة إرهاب داعش والقاعدة. فشلت باريس، والنتيجة أفواج جنودها الذين طردوا من مالي وبوركينافاسو، ومؤخرا أعلن ماكرون عن تخفيض حجم القواعد الفرنسية في القارة.
وأضاف أن "لما انتفضت شعوب أفريقيا جنوب الصحراء في وجه الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب فشل سياساته، قال الأسبوع الماضي في جولته الافريقية: انتهت مرحلة أفريقيا الفرنسية، وسنقلص عدد قواتنا العسكرية.
أسبوعا بعد ذلك ستستقبل قناة فرانس 24 التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية ضيفا مثيرا للدهشة: أبو عبيدة يوسف العنابي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي".
ورأى أن "فرنسا التي عادت إلى أفريقيا عسكريا لاعتقال و قتل الارهابيين، تنقلب على نفسها اليوم، وتهدي زعيم القاعدة جمهورا بحوالي 160 مليون مشاهد وزائر لشبكتها الإعلامية الرسمية فرانس 24".
وتساءل دافقير "هل تهدد فرنسا الأفارقة، الذين طردوها ورفعوا أصوات الاحتجاج في وجه ماكرون، بالإرهاب؟ بانتحاريي ومقاتلي القاعدة؟ هل تريد أن تقول لهم دعوا روسيا وتركيا والصين والمغرب ينفعونكم؟".
وسجل أنه "كان لافتا للإنتباه احتفال الفرنسيين بكون زعيم القاعدة لايضع فرنسا والجزائر في جدول أعماله. ومثير لبدهشة أيضا تقديمه كفاعل سياسي ذو وجهة نظر، وليس قاتل يحمل مشروع الموت".
ولافت أيضا ـوفق دافير ـ أن يأتي هذا التصريح المطمئن للفرنسيين والجزائريين، بأنهم سيكونون آمنين من إرهاب القاعدة، في نفس توفيت تشكيل المحور الجزائري_ الفرنسي.
وذهب إلى أن "المهم أيضا أن القناة فرنسية، وزعيم القاعدة الجديد جزائري.ومنطقة الساحل والحالة في مالي، شاهدة على البصمات الجزائرية في نشأة وتوظيف القاعدة".
واسترسل بأن "زعيم الدم الجديد قال إن مجال عملياته الإرهابية سيكون حصريا في أفريقيا. بقي فقط أن يقول للفرنسيين: سنعاقب الأفارقة نيابة عن ماكرون وتبون".
وشدد على أن هناك خاسران في افريقيا، الجزائر وفرنسا، ولذلك نرى كيف خصص الجنرالات ملايير الدولارات لتمويل تحركاتهم جنوب الصحراء
ترافق الجزائر فرنسا في أفريقيا بالمال والقاعدة، وترافق فرنسا الجزائر في تعويضها بالعنوان العسكري على المغرب بالتسليح،تماما كما فعل ماكرون لما زاره قائد أركان الجيش الجزائري.
وخلص إلى انه "سواء في المغرب أو باقي أفريقيا انخرطت باريس الأنوار في محور الشر. واختارت أسوأ أساليب الابتزاز: الحرب والإرهاب".