طنجاوي
وضعت عناصر الدرك الملكي بطنجة نهاية لفرار الجاني المتورط بجريمة قتل مستخدمة بمقهى بطنجة، والذي أزهق روحها بطريقة بشعة قبل أن يعمد لحرق جثتها والتنكيل بها بمنطقة اكزناية في واقعة اهتز لها الرأي العام المحلي بطنجة بعد اكتشاف هذه الجريمة المروعة شهر ماي المنصرم.
جريمة وصدفة
لم تكن تعلم فاطمة الزهراء أن محاولاتها للتقرب من حسن ستسفر عن نهاية حزينة لم تخطر أبدا بوجدانها، بعدما تعرفت على الجاني رفقة صديقتها التي تشاركها عملها بمقهى بطنجة، فيستمر الجاني في التردد على المقهى لتتوطد علاقته بصديقة الضحية التي صارت تتردد على منزله بمنطقة "النجمة" كثيرا حسب ما كشفت عنه مصادر لموقع "طنجاوي"
تمر أيام قبل أن تنقطع زيارات صديقة الضحية لمنزل الجاني، ليقوم هذا الأخير بالاتصال بفاطمة الزهراء التي اقترحت منه قضاء بضع ساعات معا لتكتب الضحية بنفسها نهاية حياتها بطريقة لم تخطر ببالها.
تتجه فاطمة الزهراء نحو منزل حسن الذي كان منتشيا بتعاطي كمية كبيرة من مخدر الكوكايين، قبل أن يشهر سكينا ودون أسباب جدية ليذبح الضحية من الوريد إلى الوريد.
جثة وورطة
ألقى حسن نفسه على سرير بجوار فاطمة الزهراء المقتولة التي انسكبت دماؤها وملأت ظلمة شقة الجاني التي تحولت لبركة من الدماء خلال لحظات، ينام حسن بجانب جثثه قبل أن يستفيق مرعوبا في محاولة منه لإيجاد حل لورطته.
أعد حسن شقته وحاول إزالة ما استطاع من دلائل قد تقود اليه، ثم أمسك بجثثه وكسر قدمها، قبل أن يضعها داخل حقيبة سفر، عازما على التخلص من الجثة قبل أن يفكر في الانتحار بطريقة ما.
يضع حسن جثة فاطمة الزهراء بحقيبة سفره ويحملها لسيارتها المركونة قرب العمارة التي يقطن بها، قبل أن يغير تفكيره عازما على إحراق الجثة بمنطقة اكزناية.
يحضر حسن بعض المحتويات ومواد قابلة للاشتعال متجها نحو منطقة خلاء حيث أحرق جثة الفتاة التي لم يكن يخطط أبدا للقائها قبل ساعات.
وعاد حسن بسيارة الضحية نحو حومة الدراوة في محاولة منه لتمويه المحققين عن الحقيقة حتى يتسنى له الهرب نحو وجهته.
بحث وفرار
واستنفرت عناصر الدرك الملكي عناصرها للشروع في البحث عن المتورط بجريمة فاطمة الزهراء التي أرعبت ساكنة طنجة بعد اكتشافها يوم الإثنين بآخر أسبوع من شهر ماي المنصرم، فتنطلق التحقيقات التي قادت أخيرا لشقة حسن الحبلى بالأدلة التي تورطه بهذه الجريمة البشعة، تزامنا مع هربه نحو وجهة مجهولة بعدما أغلق هاتفه.
واعترف الجاني أثناء استنطاقه أنه ظل يختبئ في حالة توتر شديدة بعدما توجه نحو مراكش ثم الناظور التي ظل فيها بضعة أيام حتى أوقعت به تحقيقات عناصر الدرك.
اعترافات صادمة
كان يعلم حسن أن مسلسل فراره لن يطول كثيرا في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بطنجة بإشراف من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة، ثم فتح حسن المبحوث عنه هاتفه ليتم القبض عليه متلبسا داخل منزل بالناظور يوم الجمعة الماضي.
ولم يجد حسن غير الاعتراف بجريمته الغريبة التي ما كان لها لتحدث لولا تعاطيه المفرط لمخدر الكوكايين الذي أفقده وعيه وورطه بملف قد لا تقل عقوبته عن الإعدام.
وسرد المتهم تفاصيل ما قام به من قتل وتنكيل بجثة فاطمة الزهراء، قبل أن يأمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بإيداعه سجن طنجة 2 في انتظار الشروع في مرحلة التحقيق الإعدادي بعد أيام.
لم يخطر ببال فاطمة الزهراء أن مكالمة ستنهي حياتها في أبشع جريمة تشهدها طنجة، مثلما أنهت نفس المكالمة حرية حسن الذي ما كانت تنقصه ملذات الحياة أبدا.