طنجاوي - صحف

رفضت استئنافية تطوان طلب تمتيع أحد كبار بارونات التهريب الدولي للمخدرات بالسراح الذي تقدم به دفاعه، بعد حصوله على تنازل من أحد ضحاياه من القوات العمومية في جناية محاولة القتل، التي سبق أن أدين إثرها غيابيا بعشر سنوات سجنا نافذا ، لكنه ظل بعيدا عن أيدي العدالة. 

وكشفت صحيفة "الصباح" التي أوردت الخبر أن البارون (ع.س) والمعروف بلقب الليموني"، وبعد سنوات من الفرار ظل خلالها يتنقل بين مدينة الفنيدق مقر سكناه وبليونش وكذا الجنوب الإسباني، لجأ إلى تسليم نفسه إلى عناصر الأمن ظهر الجمعة الماضي وأثناء انعقاد أولى جلسات محاكمته تقدم دفاعه بطلب الإفراج عنه استنادا إلى تنازل أحد ضحاياه عن متابعته. 

وأوضحت الصحيفة ذاتها أن الأمر يتعلق برجل شرطة برتبة مقدم عرضه في 2007 لمحاولة قتل أثناء ممارسته لمهامه. 

وذكرت أنه بعد مرور سنوات على صدور الحكم ضده، والذي قضى بإدانته بـ 10 سنوات سجنا نافذا، تمكن المتهم من الحصول على تنازل من الشرطي الذي غادر سلك الشرطة بعد بلوغه سن التقاعد ليحاول تقديم نفسه، من أجل طي هذا الملف الذي جعله متواريا عن الأنظار.

لكن يظهر -بحسب الصحيفة- أن المديرية العامة للأمن الوطني التي ترى أن الاعتداء على شرطي وهو يزاول عملة ومحاولة تصفيته، لا يمثل اعتداء على الشرطي. فحسب، وإنما يمثل اعتداء على الجهاز برمته، لم تتنازل عن الدعوى. 

وتابعت أن المديرية العامة للأمن الوطني التي غاب دفاعها المتمثل في المحامي الريسوني عضو هيأة المحامين بتطوان الظرف طارئ، أوكلت نقيب الهيأة الذي ناب عن محامي المديرية لتأكيد مطالبها، باعتبارها طرفا مدنيا معتبرة أن الدعوى ضد المتهم الذي توبع بجناية محاولة القتل لا تسقط بتنازل الضحية الذي أحيل على التقاعد، معتبرة أن اعتداء بارون المخدرات على شرطي وهو يزاول عمله اعتداء على المهنة وهيبتها. 

وكان المتهم الذي لجأ إلى تسليم نفسه مطوق، إلى جانب العقوبة السجنية أدين إثرها بـ 10 سنوات سجنا بعد متابعته بتهم (محاولة القتل، عدم الامتثال الضرب والجرح العمديين وإهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه)، بعدد من المساطر المرجعية، بعضها طاله أمد التقادم وتم إلغاء مذكرات البحث الصادرة بخصوصه، فيما تظل هناك مساطر سارية المفعول لم يطلها أمد التقادم، ذلك أنه بتاريخ 2007 وأثناء مزاولة شرطي للمرور مهامه مرتديا زيه النظامي في إطار دورية للمراقبة بالشارع العام، تعرض للإهانة ومحاولة القتل من قبل "الليموني" الذي كان على متن سيارة رباعية الدفع، عندما رفض الامتثال الدورية الشرطة لما طلب منه الإدلاء بوثائق السيارة التي كانت مركونة بمكان ممنوع.

وعمد "الليموني إلى دهس الشرطي الذي كان يقف أمام السيارة للحيلولة دون تحركها ، ونتيجة لذلك أصيب برضوض بمختلف أنحاء جسمه، ليتابع المتهم أمام العدالة وتصدر مذكرة بحث في حق بارون المخدرات الذي ظل متواريا عن الأنظار.