طنجاوي – غزلان الحوزي
أرغم المجلس الفدرالي للحزب الاشتراكي العمالي (برلمان الحزب)، خلال اجتماع مغلق ليلة أول أمس السبت، الأمين العام للحزب بيدرو سانشيز على الاستقالة من منصبه، لأنه ظل يرفض التحالف مع الحزب الشعبي لتشكيل حكومة ائتلافية، تخرج إسبانيا من الأزمة التي تعصف بها منذ تسعة أشهر.
غير أن قرار الإطاحة بسانشيز دفع المئات من مناصريه إلى تنظيم احتجاجات أمام مقر الحزب بمدريد، وسط هتافات الاستهجان، وإطلاق شتائم تصف قادة الحزب الاشتراكي "بالانقلابين"، رافعين شعارات من قبيل: "المسلحون هم من يحكمون"، و "لا تعني لا"..، استمر تردادها مدة 12 ساعة أمام المقر.
هاته التطورات دفعت وسائل الإعلام الإسبانية للحديث عن إمكانية عودة سانشيز إلى الواجهة السياسية بصورة أكثر قوة، مؤكدة قدرته على العودة إلى منصبه كقائد للحزب الاشتراكي العمالي، في حال حافظ على ثقته و حماسته خلال الانتخابات التمهيدية، خصوصا وأن امتناعه عن التصويت لفائدة تنصيب راخوي حصد المزيد من الشعبية لحزب العمال الاشتراكي، وعودته إلى زعامة الحزب قد يكسب الاشتراكيين احترام الشعب الاسباني، الذي يعيش بدون حكومة جديدة منذ تسعة أشهر، بسبب الانقسامات بين الكتل السياسية الكبرى للبلاد: كتلة الحزب الشعبي بزعامة راخوي، وكتلة الحزب العمال الاشتراكي، وكتلة حزب "بوديموس" يسار متشدد، وحزب "سيودادانوس" وسط ليبرالي.
وما زاد من حدة الانقسامات داخل حزب الاشتراكيين الإسبان، هو الضغط الإعلامي الذي بات بفرض وجوده العدد المتزايد من المتظاهرين، حيث أصبحت تثار الكثير من التساؤلات الكبرى حول ما إذا كانت استقالة بيدرو سانشيز وداعا للسياسة أم للحزب؟ أم هي مؤامرة غير مسبوقة داخل الحزب..!