أخر الأخبار

رشيد أمحجور: مسرح الدمى والعرائس يحتاج لدعم مؤسساتي مهم يستجيب لأهميته في تنمية الناشئة

طنجاوي

 

كشف رشيد أمحجور رئيس جمعية المغرب بوابة إفريقيا في حوار أجراه معه موقع "طنجاوي" عن تحديات مسرح العرائس والأدائيات بالمغرب والذي لا يجد دعما مؤسساتيا يسمح له بالمزيد بالانتشار خصوصا بالمؤسسات التعليمية.

إليكم نص الحوار كاملا:

نظمتم مؤخرا مهرجان طنجة الدولي لمسرح العرائس فكيف تقيمون فقراته؟
  

-هو في الحقيقة يمثل هذا المهرجان  تعبيرا عن حاجة الطفولة إلى حياة ثقافية وفنية، ومساهمة في هذا الاتجاه، وهو ما نسعى دوما لتحقيقه عبر هذا المهرجان الذي بلغ دورته السابعة وشهد حضورا كبيرا من طرف العديد من المؤسسات التعليمية والجمعيات التي تهتم بقضايا الطفولة لما لمست من إيجابيات تراكمت خلال تنظيم هذا المهرجان بدوراته السابقة.

 

 ما سر تحولك من مسرح الكبار إلى مسرح الصغار؟

 ليس هناك تحول، الحقيقة هو أنني دائما في المسرح، ومسرح العرائس لا يقتصر على الصغار فقط، بل هو منفتح على جميع شرائح الجمهور، والدليل على ذلك أن العديد من روائع المسرح العالمي قدمت عرائسية بما فيها نصوص شكسبيرية، أما اختياري لمسرح العرائس، فهو اختيار لفن متعدد الاختصاصات، كثير المتعة والتزام لترسيخ تقاليده في بلادنا، فأنا كتبت كتاب "النبش الأول في مسرح الدمى بالمغرب"في سنة 1996، وهو كتيب صغير، لكنه ظل لسنوات عديدة المرجع الوحيد في موضوعه بالمغرب، فالاهتمام به توسيع لرقعة اهتماماتي بالمسرح في المغرب أولا، ثم بمختلف ممارسات المسرح الموجودة عالميا، لأن مسرح العرائس بالفعل ليس بتلك البساطة التي يمارس بها في العالم العربي ولا بذلك المنظور الذي يتعامل به

 

-ألا ترى أن هذا الفن لم يجد مكانته في المغرب؟

- نعم أعتقد ذلك، وهذا مرده إلى غياب دعم ملموس وما يستحقه هذا الفن من تشجيع واعتبار  من طرف القطاعين العام والخاص، وعدم الاهتمام به من طرف المعنيين بالأمر، وخاصة في قطاع التعليم، الشباب، الثقافة، التلفزيون…، فما يقدم له من دعم لحد الآن غير كاف تماما، وعموما من طرف المجتمع ككل.
 


-هل بالفعل الجمهور المغربي لا يهتم بمسرح العرائس؟

- ⁠جواب: بالعكس، بل هو متعطش إليه بشكل كبير، والدليل على ذلك تلك الحشود الكبيرة  التي توافدت على فقرات مهرجان مسرح العرائس بطنجة، لكنه من حقه أن يطلبه لأولاده ولنفسه ممارسة ثقافية وفنية يحبها، نظرا لأهمية هذا الفن ووقعه على الصغار،  إن مسرح العرائس ليس فقط ما يقدم من إبداعات تقليدية وشعبية، ففيه الانتاجات الحديثة والمعاصرة، وللدمى حضور كلعب للأطفال، في الديكورات والسينوغرافيات، في الإشهار، في التلفزيون، في السينما الرقمية وفي التنشيط المدرسي وغيره، كما يمكنها أن تكون بمثابة الدرس الأول في دراسات وإبداعات اختصاصات الانسان الآلي وغيره من الفنون الرقمية …، بالإضافة إلى كونه فن متعدد الممارسات الفنية: نص درامي، نحت، رسم، ملابس، تحريك الدمى، سينوغرافية وفنون أخرى رائعة في سياق تفاعلاته كأدائيات.

 

- لماذا لم يحظ مسرح العرائس باهتمام  أكبر يستجيب لأدواره المتعددة؟

-  عادي جدا، لأنه كما قلت ليس لهذا الفن العريق والمهم جدا دعم مهم من طرف القطاعين العام والخاص بالبلاد، وليس هناك تصور لتنميته، فهو يستحق أن يدرس في المعاهد و الكليات المعنية بالفنون.
 

 

 هل لهذا الفن من خصوصيات؟

- ⁠بالفعل له خصوصيات عديدة، فهو فن قائم الذات، وعلاوة على ما يتوفر عليه وما أشرنا إليه، فهو أنواع كثيرة، وأساليب وتقنيات، كما أنه صيغة للاشتغال به على الحكايات الشعبية وعلى غير ذلك من الأساطير والنصوص الدرامية، وهو في نفس الوقت من الفنون الشعبية، والفنون الراقية والمتحضرة، كما أنه من فنون الساحات والأزقة.

 

:هل لديكم من مشاريع لهذا الفن الذي يعاني في واقعنا؟

 بطبيعة الحال  نفكر في استمرارية المهرجان، في الإكثار من التكوين على مدار السنة من خلال الأوراش والعمل على خلق مدرسة لهذا التخصص الذي يحقق للطفولة ولمختلف أصناف الجمهور متعة، تكوين وتربية، كما أنه فن يستحق أكثر من مكانة في بلادنا لما له من جمالية وجوانب فنية غاية في الأهمية.

 

 ⁠وما هو الدعم المنتظر بالنسبة إليكم؟

-إن الأمر يتعلق بمشروع كبير، يستوجب تدخل الدولة فيه، ويتعلق الأمر بالتكوين في مجالاته، بدعمه وترويجه من طرف القطاعات العمومية والخاصة، وإحداث متاحف دولية، وطنية وجهوية لما يشمله من إمكانيات وأشكال، باعتباره في حد ذاته متاحف للملابس الجهوية، لما تحمله السينوغرافيات من تصاميم، ديكورات وأكسسوارات مسرحية وواقعية لحضارتنا المغربية …، وكل ما يتبع هذا من أبحاث وتنشيط لفنون الدمى ومسرح العرائس باعتبارهما مجالين مهمين اقتصاديا، ثقافيا وفنيا.

 

 وختاما لهذا الحوار وفي انتظار الدورة الثامنة، ما هي تطلعاتكم؟

-  الذي يمكنني أن أختم به هذا الحوار الآن، هو أننا أمام مشروع مستعجل، باعتبار أن فائدته قد تشمل الطفولة وجميع شرائح المجتمع وكذا السياح وغيرهم ممن يرغبون في الاطلاع على ثقافتنا وفنونا، ولكونه قاطرة تجر وراءها فنون عديدة من تراثنا ومن ثقافتنا الحديثة والمعاصرة، لذلك فمن العيب أن نبقى في المغرب متأخرين في هذا المجال، الذي زلنا لم نحقق فيه شيء.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@