طنجاوي
قدم مَصدر رسمي توضيحات بشأن مباشرة السلطات المغربية إجراءات تسليم نسيم كليبات بداية الأسبوع الجاري، عبر مطار مراكش المنارة، موضحا أنه “مواطن أجنبي يَحمل جواز سفر إسرائيلي، وقد أدلى عند دُخوله المغرب بسندات هوية وجواز سفر إسرائيلي، ولم يَسبق له بتاتا أن صرَّح بأية جنسية أخرى”.
وصرح المصدر ذاته بأن السلطات الأمنية المغربية كانت قد ضَبطت المعني بالأمر في غضون شهر يناير 2023، بعد صُدور نشرة حمراء في مُواجهته من طرف المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول بطلب من السلطات القضائية الإسرائيلية، لتورُّطه في قضايا إجرامية تتعلق بحيازة السلاح الناري وتَفجير عبوات ناسفة.
وذكر بأن تَنفيذ عملية تسليم المعني بالأمر جاءت بعدما صَدر المرسوم النهائي للتسليم، الذي وَقعه رئيس الحكومة، وبعد إبداء الغرفة الجنائية بمحكمة النقض لرأيها القاضي بالموافقة على التسليم، طبقا للاتفاقيات الدولية ذات الصِلة بتسليم المجرمين.
وأوضح المصدر بأن نشرات الأنتربول بمُجرَّد تَعميمها على الدول الأعضاء، بعد تَوَافر الشروط الموضوعية للنشر وانتفاء تقييدات التَعميم المحدِّدة في المادة أعلاه، تُصبِح نافذة المفعول وتَكتَسي الحُجيَة القانونية بالمغرب بموجب مقتضيات المادة 729 من قانون المسطرة الجنائية.
وتابع أن مِسطرة تسليم المجرمين، بصَرف النظر عن جنسيات الأشخاص الموقوفين، تَخضَع للاتفاقيات الدولية التي تَسمُو على القوانين الوطنية في مجال التعاون القضائي الدولي، وذلك طبقا لأحكام الدستور المغربي وللمادة 713 من قانون المسطرة الجنائية.
وأشار إلى أن المغرب يُولي أهمية قُصوى لتفعيل النشرات الحمراء وتتبع إجراءات تنفيذها، انطلاقا من حِرصه على تَحصين مُواطنيه ضد مخاطِر وتهديدات الحركية المحتملة للأشخاص المبحوث عنهم دوليا، وتنفيذا منه كذلك لالتزاماته الدولية في مَجال التعاون الأمني الدولي، خُصوصا وأن المغرب هو نائب رئيس منظمة الأنتربول عن قارة إفريقيا.
وشدد المسؤول ذاته بأن السلطات المغربية سَبق لها أن سَلَّمت العديد من المواطنين الإسرائيليين، الذين كانوا يُشكلون موضوع بحث على الصعيد الدولي بموجب نشرات حمراء صادرة عن منظمة الأنتربول، نافيا في هذا الصَدد ما اعتبرها “المزاعم التي تتحدث عن حالة نسيم كليبات كحالة مَعزولة وغير مَسبوقة”.
وأعطى أمثلة عَديدة على عمليات تَسليم مماثلة استهدفت مواطنين أجانب يَحمِلون جوازات سفر إسرائيلية، مثل نسيم كليبات، ومُتابَعين في قضايا مماثلة تَتعلَّق بالتفجير وحيازة السلاح.
ولفت إلى أن السلطات المغربية قامت، بتاريخ 21 مارس 2022، تنفيذ مرسوم التسليم الخاص بالمواطن الاسرائيلي ليور حداد (37 سنة)، بعدما قضى عقوبة سجنية بالمغرب، وتم تسليمه لسلطات بلاده على خلفية تَورُّطه في ارتكاب جرائم قتل ومحاولة القتل العمدي.
وفي السياق ذاته، سَلَّمت السلطات المغربية في 23 غشت 2022 مواطن إسرائيلي آخر لسُلطات بلاده بعد صُدور المرسوم القاضي بالتسليم، ويتعلق الأمر بالمسمى غولان أفيتان الذي كان يُشكِّل موضوع نشرة حمراء بسبب تورطه في تفجير عبوة متفجرة أودت بحياة ثلاثة أشخاص في إسرائيل.
وأبرز بأن قضايا التسليم تَخضَع لأحكام الاتفاقيات الدولية الثنائية والمتعدِّدة الأطراف، وأن تنفيذ إجراءاتها يَنبُع من التزامات الدول على الصعيد الدولي، مُردِفا حديثه بأن حالة “نسيم كليبات تم التعاطي معها ضِمن هذا الإطار القانوني، وعلى أساس الجرائم المنسوبة له في النشرة الحمراء الصادرة عن منظمة الأنتربول”.