أخر الأخبار

بعد مرور 45 عامًا على اختطافها.. خديجة تلتقي بعائلتها البيولوجية في المغرب

طنجاوي 

 

كشف تقرير لموقع “Nieuwsblad.be”  البلجيكي تفاصيل مثيرة لقصة اختطاف رضيعة مغربية تعود لما يناهز 45 سنة مضت، جرت أطوارها في مستشفى عمومي بالعاصمة الرباط، وهي القضية التي انتهت أخيرًا بلقاء مؤثر جمعها بعائلتها البيولوجية.

خديجة غنيمة، مواطنة بلجيكية من أصل مغربي، تبلغ من العمر 45 عامًا، اكتشفت الصيف الماضي حقيقة صادمة غيّرت مجرى حياتها بالكامل. 

فبعد أن نشأت وهي تعتقد أنها طفلة متبناة، تبيّن أنها كانت ضحية عملية اختطاف تمت مباشرة بعد ولادتها في مستشفى حكومي في الرباط عام 1979، حيث تم إبلاغ والداها البيولوجيان حينها بأن الطفلة توفيت وتم دفنها.

خديجة، التي تقيم في مدينة أنتويرب البلجيكية مع ابنتيها، عاشت طفولة هادئة مع عائلة بالتبني في مدينة المحمدية بالمغرب الى حدود سن 18 سنة. ولم تشعر قط بحاجة للبحث عن أصولها، خاصة أن والديها بالتبني، اللذين توفيا لاحقًا، وفّرا لها حياة مليئة بالحب والدعم. لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب عندما توصلت بمعطيات عن تفاصيل اختطافها وادعاء وفاتها للتغطية على جريمة اختطافها وبيعها لزوجين مغربيين لا يستطيعان الإنجاب.

القضية تعود إلى عام 1979 عندما وضعت الأم البيولوجية، حليمة، طفلتها سميرة قبل الأوان. بعد ولادتها، وضعت الطفلة في الحاضنة وكانت بحالة صحية مستقرة. إلا أن إدارة المستشفى أبلغ أبويها بوفاتها بعد أيام قليلة، مدعيًا أنه تم دفنها على الفور في أرض تابعة للمستشفى. الحقيقة المفجعة ظهرت لاحقًا عندما اعترف أحد أقارب العائلة، الذي كان ضالعًا في الاختطاف، بأنه قام ببيع الطفلة لعائلة أخرى.

الصيف الماضي، وبفضل جهود مكثفة بذلتها شقيقتها البيولوجية في البحث عنها، تم التوصل إلى مكان إقامة خديجة في بلجيكا. اللقاء الأول كان عبر مكالمة فيديو، حيث لم تستطع العائلة كبح دموعها عندما تأكدت من التشابه الكبير بين خديجة وأفراد أسرتها. 

اللقاء الواقعي جرى في مطار الرباط – سلا في مشهد وصفه الحاضرون بأنه مؤثر للغاية، حيث كانت عائلتها البيولوجية تنتظرها بالأحضان والدموع.

خديجة، التي لا تزال تعيش على وقع الصدمة، عبّرت عن سعادتها بلقاء عائلتها، لكنها أشارت إلى أن الألم الذي عانت منه أسرتها البيولوجية لا يمكن محوه بسهولة. والدتها، التي بالكاد تمكنت من تناول الطعام بعد اللقاء، ووالدها الذي لم يتوقف عن البكاء، يحاولان الآن تعويض ما فات من سنوات الفراق القسري الممتدة ل 45 سنة. خديجة أكدت أنها ستواصل بناء علاقتها مع عائلتها البيولوجية، مشيرة إلى أنها تتحدث معهم بشكل يومي، في محاولة لاستعادة الزمن الضائع.

الموقع البلجيكي، أكد أن قصة خديجة، التي بدأت بمأساة إنسانية، تحولت إلى بصيص أمل في لمّ شمل عائلة تفككت بفعل الجريمة. ومع ذلك، لا تزال الأسئلة مطروحة حول كيفية وقوع مثل هذه الجرائم في ذلك الوقت، وحول مسؤولية الأطراف التي سمحت بمثل هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@