طنجاوي
أعربت وسائل الإعلام الإسبانية عن قلقها المتزايد إزاء سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تهميش إسبانيا لصالح المغرب، خلال أولى اتصالاتها الدبلوماسية في ولايته الجديدة.
و قالت جريدة "إل ديباتي" الإسبانية، أن التاريخ يُكرر نفسه في تعامل إدارة ترامب مع حكومة مدريد، حيث اتضح عدم وجود انسجام بين الإدارة الحالية مع الحكومة الاسبانية، كما تجلى ذلك أيضا في وضع مدريد على قائمة الانتظار في اتصالات إدارة ترامب التي أعطت الأولوية للمغرب.
وأضافت الصحيفة الإيبيرية، أنه مرت تسعة أيام على بداية حكم ترامب، والتي تميزت على مستوى الخارجية باتصالات للوزير ماركو روبيو مع أكثر من 30 من قادة أو وزراء خارجية الدول الحليفة، مع استثناء رئيس الحكومة بيدور سانشيث ووزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس.
و في تقرير نشرته، أول امس الأربعاء، صحيفة إل موندو" جاء فيه أن ترامب لم يخف خلال ولايته السابقة عدم اهتمامه بالعلاقات مع إسبانيا، حيث لم يتواصل مع المسؤولين الإسبان حتى بعد مرور أسبوع على تنصيبه، وهو الأمر الذي تكرر مع عودته إلى السلطة، في الوقت الذي أجرى فيه وزير خارجيته، ماركو روبيو، اتصالات مع مسؤولين في دول أوروبية وآسيوية، بالإضافة إلى الرباط.
وأكدت “إلموندو” أن روبيو، الذي ينحدر من أصول كوبية ويتحدث الإسبانية بطلاقة، أجرى محادثات مع مسؤولين في دول البلطيق وبولندا والمجر وإيطاليا، بينما لم يُبدِ أي اهتمام بالتواصل مع إسبانيا حتى الآن، رغم أنه تحدث مع نظرائه في فرنسا وألمانيا على المستوى الأوروبي.
وعلى النقيض التام لهذا الصمت الدبلوماسي مع مدريد، أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ووزير الخارجية الأمريكي المعين حديثًا، ماركو روبيو، مكالمة هاتفية يوم الاثنين المنصرم، ناقشا خلالها العلاقات الثنائية وأكدا التزامهما بتعزيز التعاون على جميع المستويات
وترجح الصحف الإسبانية غياب الاهتمام الأمريكي بإسبانيا في أن يكون له تداعيات على علاقاتها مع واشنطن، خاصة أن ترامب سبق أن وجه انتقادات لمدريد بسبب إنفاقها الدفاعي المنخفض، وهو الملف الذي كان محط توتر خلال قمّة الناتو عام 2018، عندما هاجم ترامب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، واتهمه بعدم الوفاء بالتزامات بلاده تجاه الحلف.
وترى أن موقف إسبانيا في السياسة الخارجية الأمريكية أضعف مقارنة بدول أخرى، فهي من المنظور الأمريكي ليست قوة نووية، ولا تملك حدودا مباشرة مع روسيا، كما أنها ليست في مصاف الدول الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، ولا تصنف كحليف أيديولوجي لترامب مثل المجر وإيطاليا.
ولفتت إلى أن مدريد قد تجد نفسها مضطرة للتكيف مع نهج إدارة ترامب، خاصة في ظل الأولويات الجديدة التي تضع المغرب في موقع متقدم على الخارطة الدبلوماسية الأمريكية، وهو ما قد ينعكس على ملفات سياسية واقتصادية وأمنية تهم البلدين.