طنجاوي
دخل النقاش حول الهجرة والمهاجرين في إسبانيا منعطفًدا حادًا بعد أن فجّر زعيم حزب "فوكس" في إقليم مورسيا، خوسيه أنخيل أنتيلو، عاصفة من الانتقادات بسبب تصريحات عدّها خصومه تحريضًا على الكراهية والعنف ضد الأجانب، لاسيما القادمين من شمال إفريقيا.
وفي خطوة تصعيدية، بادر الحزب العمالي الاشتراكي إلى تقديم شكوى رسمية أمام النيابة العامة، متهماً أنتيلو باستخدام لغة "عنصرية وخطيرة" تمس بكرامة الجاليات المهاجرة، وتغذي مناخا من العداء والتطرف في المجتمع.
وجاء ذلك على خلفية خطاب ألقاه أنتيلو خلال نشاط حزبي نظم تحت عنوان "دافع عن نفسك ضد انعدام الأمن"، حيث اتهم المهاجرين غير النظاميين – وبالأخص القادمين من دول شمال إفريقيا – بالمسؤولية عن ارتفاع الجريمة، قائلاً إنهم يشكلون "تهديدًا يوميًا" وإن حزبه سيعمل على "ترحيلهم بالكامل".
هذه التصريحات أثارت سخطًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والمدنية، حيث سارعت عدة أطراف، من بينها حزب "بوديموس"، إلى إعلان نيتها اللجوء بدورها إلى القضاء لمتابعة عدد من قادة "فوكس"، بمن فيهم زعيمه الوطني سانتياغو أباسكال، معتبرة أن الخطاب الذي يروج له الحزب يفتح الباب أمام العنف السياسي والاجتماعي، ويهدد التماسك الداخلي للدولة.
وفي هذا السياق، أكد الحزب الاشتراكي في بيان له أن ما صدر عن قيادات "فوكس" لا يرقى فقط إلى مستوى الخطاب العنصري، بل يمثل "تعديًا مباشراً على المبادئ الدستورية التي تقوم على المساواة واحترام حقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أن استهداف المهاجرين بهذا الشكل يعكس "انحدارًا خطيرًا في الخطاب السياسي".
كما حمّل الحزب الاشتراكي خصومه في الحزب الشعبي مسؤولية غير مباشرة في هذه الأزمة، مشيراً إلى وجود "تواطؤ بالصمت" مع أجندة التطرف التي يتبناها "فوكس".
وتأتي هذه التطورات في ظل أجواء من التوتر الاجتماعي، خصوصاً في مناطق مثل مورسيا التي تحتضن نسبة مهمة من العمال المهاجرين، الذين يشكلون ركيزة أساسية في قطاع الزراعة، ويواجهون في المقابل خطاباً عدائياً متزايداً وتضييقاً على حقوقهم.