طنجاوي
كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن خطبة الجمعة المقررة ليوم غد 24 أكتوبر 2025، ستركز على موضوع “تربية الأولاد على المشاركة في الشأن العام”، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي الأسري بأهمية إعداد جيل فاعل ومسؤول يساهم إيجابياً في خدمة الوطن والمجتمع.
ويأتي هذا الاختيار في ظرف اجتماعي يشهد حراكا متناميا تقوده فئة الشباب المعروفة إعلاميا بـ“جيل زيد”، التي تنظم احتجاجات في مختلف المدن المغربية للمطالبة بإصلاحات في قطاعات التعليم والصحة ومحاربة الفساد، وهو ما يمنح الخطبة بعدا تواصليا يربط بين الخطاب الديني والواقع الاجتماعي الراهن.
الخطبة التي نُشرت على الموقع الرسمي للوزارة ضمن برنامج “الخطب الموحدة”، تؤكد أن الإيمان الحق لا يكتمل إلا بأداء الواجب تجاه الوطن والمجتمع، وأن المشاركة في تدبير الشأن العام تمثل إحدى صور التعاون التي دعا إليها الإسلام في قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى”.
كما تحث الخطبة الأسر المغربية على تنشئة الأبناء على قيم المواطنة الفاعلة، وحب الوطن وخدمته بإخلاص، مبيّنة أن مكانة الفرد تُقاس بما يقدمه من نفع للناس، لا بما يملكه من مال أو سلطة. واستشهدت في هذا السياق بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “قيمة كل امرئ ما يُحسن”.
وتبرز الخطبة أن الانتماء للوطن لا يكون شعاراً أو انتماءً شكلياً، بل ممارسة يومية تتجلى في العمل والإنتاج والالتزام بالقيم الأخلاقية، مشيرة إلى أن الإسلام دعا إلى التلاحم بين أبناء الأمة، وتجنب كل ما يثير الفتنة أو يضر بالمصلحة العامة.
وفي جزئها الثاني، سلطت الخطبة الضوء على نماذج من التاريخ الإسلامي، حيث جسّد الصحابة والنساء الأوائل قيم التضحية والمبادرة لخدمة الأمة، في تجارب تُعدّ دروساً عملية لتربية الأبناء على روح العطاء والمسؤولية المشتركة.
واختُتمت الخطبة بالتأكيد على أن تماسك المجتمع المغربي واستقراره يعودان إلى تشبثه بثوابته الدينية والوطنية، وفي مقدمتها مؤسسة إمارة المؤمنين، التي شكلت عبر التاريخ صمام أمان للوحدة الوطنية وضماناً لاستمرار الأمن والاستقرار.