طنجاوي*
تتباين سلوكيات أفراد المجتمع المغربي خلال شهر رمضان، فإذا إذا كان يعتبره البعض شهرا للمغفرة والثواب وصلة الأرحام بين العائلات، وكذلك لترسيخ العادات والتقاليد المغربية، فإن البعض الآخر لا يتأقلم مع الأجواء والطقوس الرمضانية، حيث كثيرا ما تطفو على السطح العديد من الظواهر التي لا تتناسب وهذا الشهر الفضيل...
أبرزها "الترمضين" ، و يقصد به في المغرب الانفعال والتوتر الذي يبدو على بعض الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، يضفي على الأجواء الرمضانية نوعا من التشنج، ويعتبر كسلوك يُسيء للأجواء الروحانية وللأخلاق والآداب العامة، حيث ينتشر في أوساط شرائح مختلفة من المجتمع خلال شهر رمضان ويتسبب في عدد من حوادث السير ، ومن النزاعات التي تكون مميتة في بعض الأحيان، لاسيما في الفترة التي تسبق وقت الإفطار.
وحتى المساجد لا تسلم أحيانا من شر "الترمضين" إذ يدخل الشخص "المترمضن" في حالة هستيرية من العصبية تدفع به إلى ارتكاب حماقات لا يندم عليها إلا بعد فوات الأوان .
وترجع هذه السلوكيات إلى الحالة النفسية، التي تصيب بعض الأشخاص في يوم الصيام، خصوصا الذين يدخنون السجائر ويتناولون المخدرات، حيث تظهر عليهم اضطرابات سلوكية خطيرة، الأمر الذي يجعل الظاهرة تأخذ أبعادا مضاعفة، خاصة وأن المشهد يتكرر كل يوم في الشوارع والأسواق، المتواجدة منها بالأحياء الشعبية على الأخص.
رمضان هو أيضا شهر له مهنه المرتبطة به، فقبل موعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، تدب في شوارع مدن المملكة حركة غير عادية، الكل في سباق مع الزمن من أجل تحضير وجبة الإفطار، بين من يسارع لإعدادها في البيت، وبين من يقتني كل ما يلزمه من الخارج. ولتلبية الطلب المتزايد على الفطائر والحلويات المغربية خلال هذا الشهر، يظهر للوجود العديد من الباعة من بينهم رجال ونساء، يستغلون هذا الشهر الكريم لكسب بعض الدراهم، ببيعهم لأنواع مختلفة من الفطائر التي تستهلك بكثرة خلال هذا الشهر.
ورغم كل هذه الظواهر السلبية التي يعرفها المجتمع المغربي في رمضان، إلا أنه يضفي على المغاربة جوا من الابتهاج، ويدخل السرور للقلوب ويكون فرصة روحانية للتقرب إلى الله، وإعادة النظر في بعض السلوكيات التي يتعود عليها الإنسان طيلة سنة بأكملها.
عن هسبرس بتصرف