طنجاوي
مواجهة ساخنة دارت في وقت سابق من يومه الجمعة بين تجار الهيروين والمدمنين بحي أرض الدولة ببني مكادة، والسبب هو إقدام المروجين على رفع أسعار البضاعة، الأمر الذي رفضه المدمنون، الذين يجمعون ثمنها بشق الأنفس، عبر تنفيذ سرقات والسطو على المحلات، وتهديد المارة، وما إلى ذلك من أنواع الجرائم التي يرتكبها هؤلاء من أجل اقتناء مخدر الهروين.
ولم تعرف الأسباب التي دفعت المروجين إلى رفع أسعار البضاعة، إلا أن ذلك راجع، وفق مصادر من عين المكان، إلى قلتها وعدم توفرها في السوق، وهو ما حذا ببعض المروجين الذين يملكون وفرة في البضاعة إلى استغلال الظروف للرفع من سعرها، الأمر الذي أغضب المدمنين وجعلهم يعلنون انتفاضة في وجه المروجين حتى يخفضوا من أسعار الهروين، التي باتت مادة يومية للاستهلاك أكثر من الأكل والشرب.
ويبدو أن ولاية أمن طنجة باتت عاجزة عن وضع حد لبيع المخدرات الصلبة والقوية بهذا الحي أي أرض الدولة، حيث باتت حملاتها تتسم بالروتينية، ولم تعد تؤت أكلها، ذلك أن عملية البيع مستمرة، وفي نقاط محددة، يدركها جيدا رجال الأمن، لكن غياب النجاعة في تدخلاتها أصبح مثار تساؤلات الساكنة، حيث غالبا ما تستهدف طرد المدمنين من الحي، الذين يقفون في طابورات طويلة على مرأى ومسمع المواطنين، فيما المروجون يظلون بعيدين عن الأنظار، وحتى إذ سقط أحدهم في يد الأمن فإن خليفته يكون في الانتظار.
هاته الوضعية الخطيرة تفرض على ولاية أمن طنجة إدخال تغييرات جذرية على مستوى تدخلاتها بهذا الحي توخيا للنجاعة والمهنية.