طنجاوي⃰
تعبيرات سوريالية شكلت حواراً بين جيلين، وبين العرب والبلجيكيين، نسج خيوطها الفنانان التشكيليان، المغربي سُفيان بوگرين والمصري أحمد فريد، في معرض تشكيلي يحتضنه فضاء كنيسة الحدائق بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.
"ثمرة خمسين عاماً من الهجرة"، عنوان اتحدّت فيه ريشتا الفنانين المغربي والمصري للخوض في ماهية الإنسان من خلال اللوحة، حيث اختار المغربي سُفيان بوگرين تيمة الحياة والسعادة، ومزج بين مختلف الألوان والأشكال التعبيرية لتقديم صورة إيجابية عن المُهاجر المغربي الحالم والطموح، بعيداً عن الصورة النمطية التي رافقته طيلة سنوات. فيما فضّل المصري أحمد فريد الإبحار في صمت وعزلة الإنسان في رسومات تُخاطب الزائر بعيون ثاقبة وحمام باحث عن الحرية.
ومكّنت براعة التشكيلي العصامي بوگرين في استعمال الريشة والألوان من جذب أنظار العديد من المهتمين بالفن التشكيلي ببلجيكا والمهاجرين المقيمين بها.
وقال بوگرين عن مشاركته في هذا المعرض: "المشاركة في المعرض ليست مسألة شخصية أو فنية فقط، بل هي رغبة في تمثيل بلدي فنّيا، وتقديم صورة أفضل عن المهاجر المغربي، بعيداً عن تلك الصورة النمطية السوداء التي ترافقه طيلة عقود مضت".
وأضاف: "الرسم بالنسبة إلي مسألة فطرية، أنا فنان عصامي اشتغلت بشكل منفرد ولم أخضع لأي تكوين في هذا المجال، ورفضت دائما الاشتغال على مدرسة معينة في رسوماتي؛ لكن لا يمكنني أن أنكر أن اللوحة هي المتنفس الذي ألجأ إليه دائما بحثا عن راحتي النفسية، لأسافر عبرها إلى عوالم أخرى".
أمّا المصري أحمد فريد، فقال إن "اللوحة عبارة عن مساحة كبيرة للتعبير بحرية عن عدد من المواضيع التي تستوحيها من ثقافتك وتاريخ وتراث بلدك، ومن حياتك اليومية. وأضاف: "كلما كانت تراكمات التجارب التي عاشها الفنان كبيرة، انعكست بشكل أو بآخر على اللوحة".
وأبْرز أنّ المعاناة والصدّمات التي يعيشها المهاجرون العرب قد تنعكس بشكل إيجابي على الفنان نتيجة الصدّمات والاختلاط مع ثقافات أخرى". وزاد قائلاً: "اللوحة تحمل معاني أوسع للتفاؤل وحب الحياة".
يُشار إلى أنّ افتتاح معرض "ثمرة خمسين سنة من الهجرة"، الذي تحتضنه العاصمة البلجيكية بروكسيل، حضره عدد من الشخصيات الرسمية البلجيكية والمغربية، وسيستمر إلى غاية 18 مارس الجاري.
⃰ عن "هسبريس"