محمد كويمن
اجتماعات متتالية، والسبب الاستعداد لزيارة وفد الفيفا لمدينة طنجة، وطبعا السلطات المحلية جندت كل طاقاتها لتكون في الموعد، كعادتها مع كل مواعيدها المبرمجة والمؤجلة، وعملت كل ما في وسعها لجعل المدينة ساحرة، كما لا يراها الساحر، وحتى لا يصيبها "العين" من أعضاء لجنة الفيفا، وهذا دور الأولياء الراقدون فوق ترابها.
وكان الوالي يراهن الوالي على افتتاح الحانات والملاهي الليلية بالكورنيش مع وصول وفد الفيفا، لسد الخصاص الذي تعاني منه المدينة، ربما لأن الفيفا تفكر أكثر في ضمان النشاط للجمهور الرياضي، خاصة وأن شركات الكحول من أكبر الداعمين الدوريات العالمية لكرة القدم، لكن للأسف لم تكن جميع "حفر" كورنيش طنجة الكبرى جاهزة لاستقبال وفد الفيفا، وهذا ما أغضب الوالي قليلا، قبل أن يتذكر إطلالة شهر رمضان ويؤجل انطلاق أوراش النشاط..
كما أثارت زيارة وفد الفيفا، حالة من الاستنفار بجماعة طنجة، بعدما اضطر العمدة إلى متابعة كل التفاصيل الدقيقة حول هذا الحدث، وعمل نوابه على عقد لقاءات مكثفة لمواكبة كل صغيرة وكبيرة، من أجل توفير كافة الظروف المناسبة، وهي نفس المهام التي أسندت لرؤساء المقاطعات، والحمد لله كانت النتائج جد إيجابية، وتم تفعيل جميع قرارات المجالس المنتخبة على أرض الواقع، حين عاين ساكنة المدينة، كيف سارعت الجماعة إلى تخصيص كمية مهمة من الجير لرسم لوحات تشكيلية جيرية على مجموعة من الحيطان بمختلف الشوارع، وصباغة الأرصفة بطريقة فنية تثير الناظرين وتجذب الزوار..
وربما بعد مغادرة وفد الفيفا، لن يتردد الوالي في توجيه رسالة شكر وتشجيع إلى عمدة المدينة، لأنه لم يقم بإشعار لجنة الفيفا بموضوع الحجوزات، وأيضا تقديرا واعترافا بالمجهودات التي قام بها المجلس الجماعي، من خلال اتخاذه إجراءات مهمة يصعب حصرها قبل ذكرها، ولعله المكسب الكبير، الذي حققته المدينة بعد هذه الزيارة، حين استبشر سكانها خيرا باستمرار نفس العادات في التعامل مع مثل هذه المناسبات، بعدما كان هناك تخوف من تغيير عقلية الصباغة والجير السريع التحضير، واعتماد ما هو عادي بصيغة الاستثنائي في مواجهة طوارئ الوالي، دون استثمار إيجابيات عديدة تضيع في زخم الارتجال في التدبير وزحمة التصادم في الاختصاصات وضيق الحسابات، دون جرأة المكاشفات في تحديد المسؤوليات..