طنجاوي- غزلان الحوزي
يقول الكاتب ليون كوين، تعد شرفة "جدتي لونا" شرفة ذكرياتي المتواجدة بمدينة العرائش التي رأى فيها النور أيام الحماية، أيام الطفولة التي عاشها متنقلا بين العرائش وأصيلا وطنجة حيث كان يبدوا كل شيء وكأنه في فصل الربيع.
عاش تلك الأوقات وهو الآن ينقلها في رواية "تحية إلى المدينتين: العرائش وطنجة" التي عبر عنها بقصص واقعية سحرية، بدأ بمدينة العرائش بتفاصيلها العجائبية؛ أناسها وأزقتها ومعالمها البارزة التي وصفها بمشاعر حزينة انتهت بتقديم قصيدة شعرية تكريما للمدينة.
وفي نصف الرواية ينتقل الكاتب إلى مدينة طنجة التي سكنت قلبه، كتب عنها مستحضرا بطلة خوانيتا ناربوني للكاتب أنخيل باسكيث التي كتب إليها رسالة، باعتبارها أولى روائع الأدب الاسباني التي اتخذت من مدينة طنجة موضوعا لها، يرثي فيها طنجة تلك المدينة التي لم يعد لها وجودا، إذ حلت مكانها مدينة كثرت فيها الجرائم، مدينة خالية من الروح وكأنها نهاية القصة التي بدأها أنخيل باسكيث.
ليون كوين يحب مدينة طنجة، لكن يحب طنجة الأخرى الغارقة في أعماق نوستالجيا، وأنت تقرأ الرواية تحس بوجود رابط صامت وخفي بين العرائش وطنجة، يخلق نفس الشعور لدى القارئ بأن الكاتب عاد إلى الأماكن التي اختفت إلى الأبد كما لو أنه يقاوم مرور الزمن.
"تحية إلى المدينتين: العرائش وطنجة"، هي أخر الراويات التي طرحت حول المدينة خلال هذا الشهر أبريل، للكاتب ليون كوين الذي ولد بمدينة العرائش خلال فترة الحماية الاسبانية، حاصل على الدكتوراه في العلوم الكيميائية من جامعة إشبيلية سنة 1986، لديه مؤلفات أدبية عديدة من بينها " الطريق إلى السلام" سنة 2007 و "السفر إلى العرائش" سنة 2007 وطريق الماء سنة 2008.