أخر الأخبار

على هامش الحملة الانتخابية بطنجة.. تعددت الشعارات والفراغ واحد

محمد العمراني

 

الجماعة مسؤوليتي..

من أجل جماعات وجهات أقوى..

طنجة بكل ثقة نحو المستقبل..

صوتكم فرصتنا نحو التغيير..

صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح..

معكم طنجة أفضل..

إنها عينة من عشرات الشعارات، التي يطوف بها هاته الأيام مرشحو مختلف الهيئات السياسية شوارع وأزقة مدينة طنجة، يتوسلون بها أصوات المواطنين والمواطنات...

عشرات الوعود ومئات الإجراءات، التي التزم المترشحون بتنفيذها فور حصولهم على العضوية...

أحزاب لا منفذ لها لحصد الأصوات غير الاستعمال الكثيف للمال، فتراها وقد تحولت إلى وكالات متنقلة لتشغيل المئات من الشباب، بل وتتنافس على استقطاب أكبر عدد من هؤلاء الباحثين عن فرصة عمل، عبر الرفع من المرتب اليومي، حيث تجاوز في بعض المناطق 300 و 400 درهم...

لا يهم إن كانوا مؤهلين لشرح مضامين الشعارات للناخبين، بقدر ما يهم الضجيج، والظهور بمظهر الحزب القوي، القادر على حشد أكبر عدد من الأنصار...

فيما أحزاب تدعي الطهرانية، لكنها لا تتورع في استغلال أي وسيلة لحصد الأصوات، حتى ولو اضطرت لتسويق خطاب يضع مرشحيها في مقام المصلحين و التُّقاة، والاستنجاد بشخصيات تنشط في مجال الخير والعمل الإحساني، لطالما قدمت نفسها على أنها مستقلة، ولا انتماء سياسيا لها، لكنها اليوم لا مانع لذيها من نزع القناع، مادامت المعركة تتطلب استعمال جميع الأسلحة...

لكن السؤال الذي تتهرب هاته الأحزاب من الإجابة عنه، هو سؤال الحصيلة...

إذا كانت جميع الأحزاب، أو على الأقل الكبرى منها، تقدم وعودا للناخبين، وتتعهد بتنزيل العديد من الإجراءات والالتزامات لإصلاح الأعطاب التي تنخر تدبير شؤون مدينة طنجة، فمن المسؤول عن هاته الوضعية؟...

لا أعتقد أن العفاريت والتماسيح والأشباح هي من أشرفت على تدبير شؤون المدينة خلال الست سنوات المنصرمة...

يجب أن نقولها بصراحة...

البام، والعدالة، والأحرار، والاتحاد الدستوري هم من تحملوا مسؤولية تسيير مجلس المدينة، والمقاطعات، ومجلس العمالة خلال الولاية الانتدابية المنتهية، وكان بيدهم القرار..

تصرفوا في مئات الملايير من السنتيمات، بالتوافق، وإعمال منطق "عطيني.. نعطيك"...

و تأسيسا على هذا المعطى، لا يحق لأي منهم أن يطرح بدائل، ويقدم الوعود للناخبين، قبل تقديم الحساب لهم..

فمسؤوليتهم ثابتة فيما تعرفه المدينة من مشاكل..

ولذلك فالأسلوب الذي تعتمده هاته الأحزاب في حملاتها الانتخابية فيه استغفال للمواطنين، بل تعاملهم وكأنهم قصار الذاكرة..

ما يزيد الطين بلة، هو أنه في الوقت الذي يتبادل فيه بنكيران وإلياس العماري القصف بالمدفعية الثقيلة، نجد العبدلاوي والدريسي يُفَصِّلان التحالفات على المقاس بطنجة، خلال انتخاب المكاتب المسيرة للغرف المهنية..

يجب الاعتراف أنهما أجادا تقسيم الوزيعة بينهما، بحيث خرجا كلاهما راض بما جناه من مغانم ومكاسب...

كل المؤشرات تفيد بأن تحالف البام والعدالة والتنمية  بات وشيكا، وأن التسخينات الأولية، التي تمت  بينهما هاته الأيام، أبانت بما لا يدع مجالا للشك  المستوى المتقدم الذي وصله الانسجام والتفاهم بين الحزبين الغريمين...

ما يجري التحضير له بطنجة اليوم سيقتل ما تبقى من قيمة للعمل السياسي النبيل..

ومهما تجندت الحكومة لمحاصرة دعاة المقاطعة، فإن سلوكيات هاته التي تسمي نفسها أحزابا هي أكبر محفز للمقاطعة والعزوف عن التصويت...

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@