طنجاوي - بقلم: عبد العزيز حيون حيون
كتبت صحيفة "ماركا" الإسبانية أنه في الوقت الذي توقفت فيه معظم الدوريات الأوروبية الكبرى لعطلة أعياد رأس السنة، ترفض القارة السمراء الهدوء، مقدمة عرضا كرويا خاصا ومختلفا من خلال كأس أمم أفريقيا 2025.
وأبرزت أن هذا العرس القاري، الذي تحتضنه الملاعب المغربية، استطاع في هذه الأيام الفاصلة بين عامين أن يفرض نفسه كقوة جذب رئيسية، مزاحما تقاليد راسخة في مثل هذا الوقت من العام مثل "البريميرليج".
ويرى المحللون وفق الصحيفة، أن سحر الكرة الأفريقية يكمن في كونها "المرآة" التي تعكس شغفا لا ينضب، حيث تندمج المهارة الفطرية مع القوة البدنية الهائلة، في بيئة جماهيرية تجعل من كل مباراة قصة تستحق المتابعة.
منافسة حقيقية تكسر القواعد
بينما يعكف الإنجليز على الحفاظ على تقليدهم العريق باللعب في أعياد الميلاد، تأتي كأس أفريقيا لتقدم بديلا يتميز بالحرارة والندية. فلم تعد البطولة مجرد تجمع للاعبين المحليين، بل أصبحت مسرحا لنجوم الصف الأول في العالم الذين تركوا أنديتهم الأوروبية الكبرى تلبيةً لنداء الوطن، مما أضفى صبغة من العالمية على كل مواجهة.
وشهدت مباريات الجولة الثانية، تجسيدا للمنافسة الكروية القوية، حيث لا يقتصر الأمر على مجرد محاولة كسب النقاط الثلاث، بل هو إثبات هوية وصراع على زعامة قارة لم تعد تقبل بالظلال.
المغرب.. مسرح مثالي للتنافس القاري بنكهة عالمية
اختيار المغرب لاحتضان هذه النسخة عزز من بريق البطولة،فالبنية التحتية المتطورة والملاعب التي تضاهي نظيراتها الأوروبية وفرت المسرح المثالي لظهور الكرة الأفريقية بأبهى حلة.
الجماهير المغربية، والزوار من كافة أنحاء القارة، حولوا المدن المستضيفة إلى مراكز نابضة بالحياة، مما يثبت أن كرة القدم في أفريقيا هي أكثر من مجرد رياضة، إنها لغة تواصل فريدة.
وتكمن أهمية هذه النسخة في توقيتها الاستراتيجي، فهي تأتي كاختبار حقيقي للمنتخبات قبل الدخول في معترك تصفيات كأس العالم 2026.
ومع بروز قوى جديدة وتراجع لبعض القوى التقليدية، تُظهر البطولة أن خارطة الكرة الأفريقية في حالة تجدد دائم، حيث "المرآة" لا تكذب أبدا فيما يخص التطور التقني والتكتيكي الذي طرأ على المنتخبات.
وتظل كأس أفريقيا هي "الطبق الرئيسي" الذي يغني المتابعين عن غياب الدوريات المحلية، مؤكدةً أن المتعة الكروية لا تعرف حدودا جغرافية ولا تلتزم بجدول زمني محدد.