السعيد كرماس*

عالم الغابة، بما تختزله من ايحاءات وتمثلات وذكريات، قاسم مشترك في التجربة الانسانية ككل. لكن ذكريات الياس السلفاتي مع الغابة تحتل مكانة خاصة في مخياله الفني؛ فهي تلك المساحة/المسافة الساحرة/ المخيفة، والتي كان يقطعها الطفل الياس، وهو يوصل بعض وجبات الطعام الى مكان عمل والده. مسافة/مساحة / كان يعيش يقيس عناء السير فيها كمغامر متقذ الجوارح في جسم ضئيل، مقارنة بحجم الفضاء الغابوي ومخلوقاته الخرافية.
عدوا كبطل اولمبي، لاهثا من شدة الخوف من المجهول، تجري مشاهد الغابة مجرى الجوارح صورا واصواتا وروائح كانت ولا تزال تؤثت مخيلة الياس. ولذلك يرى الزائر/المشاهد اعمال الفنان الياس السلفاتي ثمرة عمل مؤسس على بحث في الذات وداخل فضاء تجاربه الفنية الأصيلة. شعارها التسامي بالتجربة الفنية المنبثقة عن المتخيل/ المعيش، واسلوب التعبير عنها: اللون الأسود كلون تعبيري خالص وكاختيار استيتيقي داخل مشروع تعبيري- ثيمي. ولذلك نجد بصمته اليوم حاضرة بارزة بين ثلة الفنانين المعاصرين؛ كيف لا واعماله الصباغية موجودة في متاحف مرموقة عبر ربوع المعمور.
ملحوظة: يستمر الفنان في عرض اعمالة برواق "كانط" KENT شارع الجبهة الوطنية.

* أستاذ كاتب رأي، ناقد فني