السعيد كرماس*
رائحة الالوان: عنوان مشاغب لتجربة ثائرة تحل بطنجة، ما بين 30 غشت و18 شتنبر 2018، إنها الفنانة هناء الودغيري، حاملة مشروعا صباغيا جديدا تحت عنوان : "رائحة الألوان".
عن هذه التجربة الفريدة، قال الكاتب المغربي محمد الشركي:
«لا يمكن الاقتراب بهدوء من الأعمال التّشكيلية للفنّانة هناء الودغيري . منذ العتبة البصَريّة الأولى ، تلك اللحظة التي تجوبُ فيها العيْنُ فضاءَ اللّوحة في مُجمله ، تبدو الألوانُ مأخوذةً بحرَكيّةٍ متوتّرةٍ محسوسة ، كأنّها تبتغي الإفلات من قانونٍ صارمٍ غير مسموع . وتدريجيّاً ، حالما يتمُّ عبورُ العتبة المتوتّرة للأشكال والحرَكات الصّباغيّة ، تنجَلي أمامَ الغين الثّالثة -الّتي تقعُ أسفلَ حاسّة البَصَر المعتادة - مواجهاتٌ داخل الأنسجة العضويّة للألوان والخُطوط المُنفلتة ، ويُسْمَعُ ذلك الصّخبُ العنيف النّاجمُ عن ارتطامِ الأساسات الكيانيّة للفنّانة بعواصِفَ داخليّةٍ تهُبُّ عبْرَ شُقوقِ الأسْوَد اللّيليّ والأحمر الدّامي والأصفر الفاقع والأزرق البحْريّ والأبيض الملتبس . . .وهي شُقوقٌ ترْتَسِمُ بخطوطٍ سريعةٍ ومُتلاحِقةٍ كما لو كانت تمزُّقات أعضاء مقطوعةٍ من جسد اللّون وجسد الكيان في تلاحُمهما المُهتاج والمتورّط في دروب الرّياح الدّاخليّة. . .».
* أستاذ كاتب رأي، ناقد فني