طنجاوي - عبد الله الغول
"كانت دائما تتساءل: لماذا لا يحرق المنتحرون من كان سببا في أحزانهم بدل إحراق أنفسهم؟ ما داموا قد وصلوا إلى تلك الدرجة من الرغبة في الخسارة.. فلم لا يُكيلونها للآخرين؟
أليس أكثر الرجال إرعابا هم الذين ليس لديهم ما يخسرونه؟". بهاته المقتطفات يستعد الصحافي والروائي وابن مدينة طنجة، الذي احتفى بها في العديد من أعماله، إلى إطلاق أول رواية تفاعلية على شكل تطبيق اختار لها الكاتب اسم "طينجو" نكاية في مدينة طنجة التي سكنها وسكنته.
"طينجو" ليست أول أعمال الكاتب، فقد استحق قبل ذلك عن روايته التفاعلية "على بعد ميليمتر واحد فقط" التي نشر فصولها على موقع التواصل فايسبوك متفاعلا مع قرائه، جائزة الإبداع العربي المنظمة من طرف مؤسسة الفكر العربي بدولة الإمارات، تسلمها المبدع الطنجاوي من طرف رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ورئيس مؤسسة الفكر العربي، الأمير خالد الفيصل، وذلك على هامش مؤتمر "فكر 16" العام الماضي.
"ما أصعب الاستيقاظ باكرا في طنجة.. كل من زار المدينة يعرف ذلك. لطنجة مناخها وأجواؤها التي تجعلك ترغب في البقاء في الفراش لمدة أطول.. يقولون أن الطنجاويين كسالى. الحقيقة أنهم فقط أبناء محيطهم ولا يد لهم في ذلك.. ليل طنجة الرائع يجعلك تسهر حتى وقت متأخر من الليل.. صباحها الناعس الذي يتمطـّـى بكسل يجعلك تؤخر استيقاظك لساعة أو ساعتين.."، هكذا وصف عبد الواحد استيتو صباحات طنجة و مساءاتها وأجواءها في روايته "على بعد ملمتر واحد فقط" أو "زهرليزا" كما يحلوا له ولثلة من قرائه تسميتها، والتي تمثل فقط غيضا من فيض أعمال الكاتب الطنجاوي الذي دفعه حبه لمدينة طنجة للاحتفاء بها في جلّ أعماله.
فلا تتلخص أعمال عبد الواحد في "زهرليزا" فقط، بل له مجموعة من القصص القصيرة من قبيل "السمفونية الطنجاوية"، "فلنضحك جميعا"، "أين ذهبـــــــوا؟"، و "مدينة كان اسمها ... طنجة"، ناهيك عن روايته "المتشرد" و غيرها من الأعمال الأدبية.
ومن الجلي أن جلّ إن ام تكن كل أعمال الزميل عبد الواحد استيتو تحتفي بعاصمة البوغاز طنجة، فهي محركها و وحيها الذي أوحي إلى استيتو فكتب في هذه المدينة قصصا و روايات.
كتابات الروائي الطنجاوي عبد الواحد استيتو مرتبطة بشكل أو بآخر بالحياة اليومية، فتحس وكأنك تعيش أحداثها مع شخصيات الرواية.