طنجاوي

قبيل ثلاث أيام من حلول الملك محمد السادس بمدينة طنجة، المرتقب يوم 15 نونبر 2018، لتدشين الانطلاق الرسمي لقطار فائق السرعة "البراق"، بحضور الرئيس الفرنسي، كشفت مصادر متطابقة أن العلاقة بين عمدة المدينة البشير العبدلاوي والوالي محمد اليعقوبي بلغت حدا غير مسبوقا من التوتر، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول خلفيات ذلك، خاصة وأن العمدة كان يصف اليعقوبي ب "ولي الله الصالح"، ولطالما أكد أن طنجة محظوظة بتواجده بالنظر للمجهودات الجبارة التي بذلها ويبذلها في سبيل تأهيل المدينة.

ذات المصادر أفادت، أن العلاقة بينهما لم تعد سمنا على عسل كما كانت، لأسباب لازالت مجهولة، في ظل رفض العمدة الحديث عن الأمر، فيما اكتفى منتسبو حزب العدالة والتنمية بتسريب مخدوم لأسباب هذا التوتر، عنوانه الكبير " المظلومية وأنهم ضحايا الحصار الذي يفرضه عليهم اليعقوبي، وأنه ينفرد باتخاذ القرارات في الملفات الكبرى: الأسواق، تصميم التهيئة، مشاريع طنجة الكبرى.."، وحتى عندما كان المواطنون يحتجون على العمدة، كان يتم إخبارهم بشكل سري بأن الوالي هو المسئول، وأن الجماعة لا علاقة لها بالموضوع.

غير أن التوتر الذي ظل صامتا طيلة الأسابيع المنصرمة، تفجر منذ حوالي أسبوع، بسبب الحكم الذي صدر ضد جماعة طنجة بأدائها 12 مليار سنتيم لفائدة أحد الملاك، تعويضا عن تحويل عقاره الذي تصل مساحته حوالي 2 هكتار، الكائن قبالة محطة القطار فائق السرعة، إلى منطقة خضراء.

وهو الحكم الذي اعتبره عمدة طنجة غير مقبول، لأن الجماعة لا علاقة لها بتحويل هاته البقعة إلى منطقة خضراء، وأن الولاية هي من تقف وراء ذلك، وبناء عليه قرر العمدة إعادة الوضع إلى ما هو عليه، من خلال اقتلاع عشرات الأشجار المزروعة منذ ما يزيد سنتين، وهدم الممرات التي شيدت وسط الحديقة، التي أصبحت متنفسا حقيقيا لساكنة المنطقة. غير أن عناصر القوات المساعدة قامت بمنع عمال الجماعة من تنفيذ تعليمات العمدة، الأمر الذي فسره البعض بكون الوالي منع الجماعة من الدفاع عن حقوقها، وتفادي أداء 12 مليار سنتيم.

ذات المصادر أكدت، أنه إذا كان من حق الجماعة اتخاذ أي تدابير تعتبرها مندرجة في سياق الدفاع عن مصالحها، لكن ما الأسلوب الذي انتهجه العمدة في التعاطي مع هذا الملف يطرح عديد أسئلة:

 هل من اللائق أن يتم هدم حديقة مقابلة لنشاط ملكي مرتقب خلال أيام قليلة، في وقت يجب فيه على الجميع الانخراط لإنجاح الزيارة الملكية؟

وهل وصلت القطيعة بين العمدة الوالي إلى درجة تجعله يرفض مراسلة الوالي لإخباره بم يعتزم فعله، والاتفاق على التوقيت المناسب لتنفيذ مسطرة التخلي عن الحديقة، علما أن العمدة كان إلى عهد قريب لا يقدم على أي قرار دون استشارة "ولي الله"؟.

ما من شك في أن توتر العلاقة بين العمدة والوالي لن يكون في صالح المدينة، لكن دعنا نطرح السؤال التالي:

ما الذي تغير في طبيعة العلاقة بين الرجلين؟

فأسلوب الوالي اليعقوبي هو أسلوبه، الذي يدير به شؤون الولاية منذ تعيينه بطنجة، وهذا الأسلوب كان يحضى إلى عهد قريب بإعجاب البشير العبدلاوي!..

كل المؤشرات تؤكد أن التحول في مواقف حزب العدالة والتنمية من الوالي اليعقوبي يشتم منه رائحة التحضير لموقعة 2021، التي يعتبرها حزب المصباح معركة الحسم، حيث يبدو ان حزب العدالة والتنمية يعتبر تسويق خطاب المظلومية، وفتح جبهة للصراع مع الوالي هي المدخل لاكتساح صناديق الاقتراع..

وإنا غدا لناظره قريب...