طنجاوي - عبد الله الغول
كانت الكونتيسة الأمريكية، الإجتماعية والغنية بربارا وولورث هوتون، من أبرز المشاهير الذين مروا بطنجة، حيث كانت مدمنة على تنظيم حفلات راقصة فخمة لنسيان زيجاتها الفاشلة وحياتها المحزنة. ك
عاشت "الفتاة الفقيرة الصغيرة الغنية" كما لقبت عند بني جلدتها، والمعروفة في طنجة بالكونتيسة بربارا الأمريكية، مغتربة في المغرب خلال الأربعينيات ، وتحديدا بعروس الشمال طنجة، التي كانت تتمتع بمكانة دولية، حيث اشترت الكونتيسة النيويوركية لنفسها قصرًا رائعًا يليق بأسلوب حياتها الباذخ.
أدى بحث باربرا الذي لا يكل عن السعادة بها إلى طنجة ، بعد طلاقها الدرامي الثالث. في عام 1946، دفعت ضعف ما اقترح أن يدفع الجينرال فرانسيسكوا فرانكو، للديبلوماسي الأمريكي ماكسويل بلايك، مقابل منزله المكون من 15 غرفة، وهو عبارة عن قصر حجري داخل القصبة، الحصن الذي يقف شامخا وراء أسوار الحي القديم المعروف باسم المدينة العتيقة لطنجة.
ولجأت باربرا إلى طنجة ، حيث كشفت عن شهرتها وثروتها. ومثلها مثل جاتسبي في رواية فرانسيس سكوت فيتزجيرالد ، أقامت باربرا هاتون حفلات تعكس مظاهر الترف الذي كانت ترفل في نعيمه. في حفلات استقبالها المزخرفة فعلت الكونتيسة بربارا كل شيء لإمتاع ضيوفها، الذين كانوا في معظم الأوقات مغتربين أمريكيين وأوروبيين آخرين. وكانت باربرا تطل على ضيوفها كل أمسية كملكة بدوية في أحد أفلام هوليوود، ترتدي قفطانا مغربيا متألقًا، بينما تجلس على عرش. واكتسبت سهرات هوتون الكثير من الشهرة في طنجة، إذ عندما كانت تشعر الكونتيسة بالاكتئاب ولم تكن في حالة مزاجية للاحتفال، كان ضيوفها المعتادون يصابون بخيبة أمل كبيرة.
ومع ذلك، أخفقت نفقات باربرا غير المحدودة في الحد من مصائبها المتعددة. فبعد مرضها، وسوء حظها في الحب، وانتحار أمها، وموت الذي مزق حياتها، وموت ابنها الوحيد الذي حطمها من الداخل. كل ذلك جعل الكونتيسة باربرا كومة من العظام تتشبث بالحياة، حيث كان يجب حملها في شوارع المدينة كلما أرادت مغادرة قصرها. وعاشت الكونتيسة لتلاث عقود بطنجة، حتى أواخر حياتها، ثم غادرت طنجة سنة 1975 عائدة إلى الولاية المتحدة الأمريكية، هناك عاشت بلوس أنجلس حتى وفاتها سنة 1979.