يوسف الحايك ـ طنجاوي
تصوير: بلال كمال
احتفى مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، بطنجة بشراكة مع بيت الصحافة، أمس الجمعة (15 مارس)، بجديد إصدارات امحمد جبرون، الباحث في قضايا التاريخ والفكر السياسي الإسلامي، من خلال تقديم قراءة في كتاب "المغرب الأقصى من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال"
واعتبر مصطفى الغاشي، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، أن هذا الكتاب يحتاج وقفة لمساءلة الذات حول موضوع التاريخ، ومدى دوره وحاجتنا إليه، وللعلوم الإنسانية على العموم.
وأوضح الغاشي أن الكاتب اهتم في ما يتعلق بالفكر السلطوي والتاريخ مع طرح الاشكالات المرتبطة بهذا المجال، لافتا إلى أن الكتاب "ليس للحديث عن الماضي بل عن الحاضر، والمستقبل".
وقال المتحدث ذاته "نحن في مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب الراهن في ظل العهد الجديد، والتعبير عن الهويات، منبها إلى أن "الدستور الحالي لا يجيب عن هذا الاشكال المطروح الذي يبقى اجتماعيا بالدرجة الأولى، ويبقى مرتبطا بالعقليات".
ورأى الأكاديمي ذاته أن "هناك من يرفض ما جاء به الدستور من حيث الهوية والتاريخ بالمغرب، وبعض الأحزاب تخندقت ضد الهوية العربية الاسلامية دون تدقيق ولا تمحيص بل فقط من أجل أن تكون ضد"، على حد قوله.
وخلص المتدخل ذاته إلى جبرون وضع من خلال كتابه يده على نقطة حساسة حين كان المغرب يسمى "المغرب الأقصى" حيث تشكلت الهوية المغربية، مؤكدا على أن المؤلف استدعى نقاشا قديما جديدا، حيث اختار أن يكون الكتاب "ذو بعد وطني" بمعنى الهدف الوطني للمغرب.
من جانبه، ذهب خالد طحطاح، الباحث في التاريخ، إلى وصف كتابة هذا النوع من الكتب بكونه "مغامرة".
وأكد طحطاح على أن الكاتب قدم كتابة موضوعية وكان منسجما مع تخصصه وذلك ما أعطى للعمل مصداقية.
ولفت المتحدث ذاته إلى صاحب الكتاب "قدم المغرب بوصفه متعددا ومتنوعا من خلال تتبع تشكل المجال والأمة المغربية، في تمسك بالموضوعية واعتماد مصادر موثوقة والابتعاد عن الايديولوجية".
من جهته، شدد امحمد جبرون صاحب الإصدار على أن الغاية من الكتاب هي "إعطاء القراء فكرة موضوعية عن تاريخ بلادهم يجعلهم على ثقة في أنفسهم وفي مستقبلهم".
ولفت جبرون إلى أن المغرب "له حضور في تاريخ العالم والإنسانية؛ فـ"المغرب كان دولة عظمى إقليميا في منطقة البحر الأبيض المتوسط في وقت كانت فيه دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية مثلا غير موجودة".
وأكد المتحدث ذاته على أن إيديولوجية الكتاب "هي الانحياز لهذه الفكرة التي مفادها تقديم المغرب كبلد عظيم على الرغم مما واجهه من أزمات".