طنجاوي - غزلان الحوزي
أحدثت انتخابات 26 أبريل تحولا بارزا في المشهد السياسي باسبانيا، حيث تراجعت النتائج التي حققها حزب ( بوديموس )، الذي يمثل أقصى اليسار خلال الانتخابات الأوربية والجهوية والبلدية التي جرت يوم الأحد المنصرم بإسبانيا بشكل كبير مقارنة مع النتائج التي كان قد حصدها في الاستحقاقات السابقة .
وحسب وسائل الإعلام الاسبانية فإن العديد من المتتبعين لقضايا الشأن السياسي والحزبي بإسبانيا اعتبروا أن حزب ( بوديموس ) كان الخاسر الأكبر في هذه الاستحقاقات، حيث لم يتمكن من الفوز سوى بنسبة 10.5 في المائة من الأصوات في الانتخابات الأوربية و 6 مقاعد بالبرلمان الأوربي مقابل 11 مقعدا كان قد حصل عليها خلال تحالفه مع اليسار الموحد في انتخابات 2014 .
غير أن أكبر خسائر هذا الحزب الذي يمثل أقصى اليسار هي التي مني بها في الانتخابات البلدية والجهوية، إذ لم يتمكن ( بوديموس ) من الحصول على نتائج تسمح له بالتفاوض من موقع قوة مع الأحزاب الأخرى لتشكيل الأغلبية في الحكومات المحلية أو المجالس البلدية كما كان عليه الأمر في انتخابات 2015.
وأوضحت نفس المصادر أن الحزب خسر نصف المقاعد التي كان قد فاز بها في الانتخابات البلدية والجهوية لعام 2015، ولم يتمكن ( بوديموس ) من الفوز سوى ب 40 نائبا في البرلمانات المحلية للجهات ال 12 التي تتمتع بنظام الحكم.
والأسوأ من كل هذا أن حزب ( بوديموس ) لم يعد ممثلا حتى في بعض المجالس البلدية مثل فلانسيا أو في بعض البرلمانات المحلية، لاسيما في كانتابريا وكاستيا لامانشا.
وفي العاصمة مدريد التي كان ( بوديموس ) يحكم فيها، في إطار ائتلاف مع أحزاب أخرى من اليسار الراديكالي، لم يتمكن الحزب خلال هذه الانتخابات من الحصول سوى على حوالي مائة مستشار جماعي فقط مقابل 726 مستشارا للحزب الشعبي ( يمين ) و 641 للحزب العمالي الاشتراكي ( يسار).
وقد اعترف بابلو إيغليسياس الأمين العام لحزب ( بوديموس ) خلال مؤتمر صحفي في مدريد بأن النتائج التي حصل عليها حزبه خلال انتخابات 26 ماي " كانت سيئة".