محمد العمراني
تساؤلات كثيرة أثارها التدخل الأمني العنيف أمس بساحة الأمم تحتاج إلى إجابة صريحة لا لف فيها ولا دوران..
من أعطى الأوامر للقوات العمومية بالتدخل؟
كيف تم اتخاذ هذا القرار الغير محسوب العواقب، والذي كاد إن يشعل مدينة طنجة؟...
المسيرات انطلقت بطريقة سلمية، نزل فيها الأطفال، والنساء، والشباب والشيوخ والشموع في أيديهم...
هل أقلق هذا السلوك الحضاري هذا المسؤول صاحب قرار التدخل الأمني؟...
هل هناك عاقل يخاف على مصلحة بلده، يغامر باتخاذ قرار فض مسيرات عارمة تتجه بسلمية نحو ساحة الأمم بالقوة، والجميع يعلم حساسية ساحة الأمم بالنسبة لمدينة طنجة؟...
من فكر في إمكانية وقف زحف الآلاف من الجماهير الغاضبة، المقهورة من بطش أمانديس، في قلب المدينة؟..
المسؤول الذي اتخذ هذا القرار إنما كان يلعب بالنار، وكأنه أراد منح الفرصة للجانحين، والمندسين، واللصوص، و "الشمكارة" ليعيثوا في المدينة دمارا وتخريبا...
كم كان رائعا حينما قررت جحافل المتظاهرين التقدم نحو ساحة الأمم رافعين أيديهم، في إشارة منهم على إصرارهم للاحتجاج بسليمة من دون عنف...
من حق الجميع أن يعتبر هذا التدخل يخدم مصالح الشركة الفرنسية، ومحاولة لتفجير الوضع الأمني، لتحويل الأنظار عن جبروت هاته الشركة الفرنسية...
لحسن الحظ تغَلَّب صوت الحكمة، وتم تدارك الموقف باتخاذ قرار سحب القوات العمومية من قلب ساحة الأمم، ومباشرة بعد ذلك هدأت الأوضاع، وواصلت مسيرات الشموع تدفقها السلمي والحضاري، في رسالة واضحة المعاني والدلالات لكل من فكر التلاعب باستقرار المدينة...
الشعب يريد أن يعرف من أراد أمس اللعب بالنار، وإحراق المدينة؟؟...