طنجاوي ـ صحف
ابتدع أثرياء مغاربة في طريفة الاسبانية، في الآونة الأخيرة، حيلا جديدة لتهريب أطنان المخدرات، للإفلات من المراقبة الأمنية الاسبانية والمغربية، بالاستعانة بزوارق حديثة وغواصين محترفين.
وذكرت صحيفة "الصباح" أن في آخر عملية لتهريب الحشيش من المغرب، كشف الحرس المدني الاسباني عن اعتقال عشرات المغاربة والاسبان، ينتمون إلى شبكة إجرامية مختصة في تهريب المخدرات من المغرب إلى طريفة الاسبانية، التابعة لمقاطعة قادس كان أفرادها يستعملون القوارب الترفيهية والزوارق النفاثة في عملياتهم المموهة، إضافة إلى الاستعانة بغواصين محترفين ينحصر دورهم في استخراج المخدرات من أعماق البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الصحيفة أن التحريات الأمنية بينت أن الشبكة يديرها أباطرة أثرياء، منهم مغاربة يستقرون في الجنوب الاسباني، ويملكون قصورا ومشاريع عقارية عديدة، تستغل في تبييض الأموال العائدة من التهريب، خاصة بعد نجاحهم في الإفلات من كمائن الشرطة شهورا طويلة، وعجزها عن ضبطهم متلبسين، وعدم اكتشاف حيلتهم في التخلص من المخدرات داخل براميل ضخمة.
وتابعت الصحيفة أن تفكيك الشبكة أسفر عن إيقاف 32 شخصا وحجز أطنان من المخدرات، وثلاثة قوارب وخمس سيارات مخصصة لنقل المخدرات، إضافة إلى أجهزة إلكترونية حديثة لتحديد موقع البراميل في البحر، إذ استغرقت أبحاث الشرطة شهورا لفك لغز عمليات التهريب وظهور علامات الثراء على بعض المغاربة الذين يستقرون في طريفة.
وأكدت أن التحريات نفسها كشفت أن عصابات تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا، تتخلص من كميات الحشيش المنقولة على زوارق نفاثة في براميل ضخمة يرمى بها في أعماق البحر، ويتم تسجيل إحداثيات المكان بدقة، ثم تنطلق المرحلة الثانية من العملية بجلب غواصين محترفين، بعضهم من رومانيا ينتشلون الحشيش، ثم يشحن من مراكب ترفيهية، تفاديا لإثارة الانتباه، حتى يبدو المشهد مثل بحارة أو سياح مولعين بالغطس.
وأشارت إلى أن أفراد العصابة يتكلفون بوضع المخدرات في غرف تخزين القوارب الأخرى أو بواخر تجارية، في ملكيتهم، لإبعاد الشبهات عن عملياتهم، وهي الحملة التي نجحت أكثر من مرة، رغم تفتيش الشرطة لبعض القوارب، خاصة أن المكلفين بالنقل غير مرتبطين بهذه العصابات.
ولفتت الصحيفة نفسها إلى أن الحرس المدني الاسباني تمكن في عمليات ثانية، من إحباط محاولة تهريب حوالي عشرة أطنان من الحشيش بالطريقة نفسها، بعضها كان مخبأ في أعماق البحر وكميات أخرى كانت في غرف التخزين ببعض البواخر، كما أوقفت 15 شخصا يشتبه في علاقتهم بمافيا الاتجار الدولي في المخدرات، يحملون جنسيات مختلفة، منها مغربية وإسبانية، إضافة إلى رومانيين.